ذات امرأةٍ غابرةٍ بقلم هيثم الأمين تونس




ذات امرأةٍ غابرةٍ
كان الرّبيعُ
على مدار ساعاتي.
كان وجهي
طفلا يلعب الغمّيضة مع الحزنْ
فيختبئ، طول حضورها، في هالة فرحْ
و قصائدي
التي تمتدّ من عينيّ إلى عينيها
كانت تزهرُ بالحُبْ
و تحلّق في سماها كلمات مزركشة الألوان
أمّا قفصي الصّدري
فالعصفور الذي بداخله،
و رغم كلّ التّعبْ،
ما كان يملّ الغناءْ.
ذات امرأة غابرةٍ
كانت المرايا ترسُمُني جميلا
و قهوتي، سجائري و كوب الشّاي بعد الظهيرة
كانوا يغارونْ
من صوتها الذي يعدل مزاجي
حتّى وسادتي
كانت تبكي
كلّما جمعني بصغيرتي حلمٌ
أو ضممتُ صورتها إلى صدري.
ذات امرأة غابرةٍ
ما كنتُ أتدلّى من مشانق الليلْ
و ما كانت تشفط رأسي مصّاصة الهذيان
كنتُ درويشا مباركا
تتبرّك بدوراني النّجمات
و منّي
يطلبُ المدَدَ القمرْ
و كانت أرصفة المدن الغريبة
تتمنّى مرور حذائي.
و اليوم
استوطنت الشّتاءات صدري
و هاجرتني المدافئْ...
ذات امرأةٍ غابرةٍ بقلم هيثم الأمين تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 13 فبراير Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.