هو يحبّكِ...هيثم الأمين تونس





صدّقي الرّجُلَ
إن جاءكِ على صهوة الاشتياقْ
يحملُ بين كفّيهِ الدّمعَ
حتّى و إن جاستْ خلال خصركِ عيناهُ
أو جاءتْ من أقصى وجهكِ
إلى ربوتيْ صدركِ
أصابعُهُ تسعى
فرجال قبيلتنا، يا قصيرتي، لا يبكونَ امرأة عابرةً
و من أجل النّساء العاديّاتْ
لا يسفكونَ، أبدا، الدّمعَ.
يا صغيرتي
صدّقي رجلاٌ يأتيك حافيا من كلّ النسّاء
و على أطراف أصابعكِ
يعلّم شفتيهِ العدَّ
و كلّ مرّةً،
عند إصبعك الثّامنة،
عمدًا، يخطئُ العدَّ
ليكرّرَ، بكلّ شغف الطّفل فيه، العدَّ.
صدّقي رجلاً يًطعِمُ شعركِ المنكوشَ أصابعَهُ
و يعشقُ بقع الطّبيخِ على بيجامتكِ.
هو يحبّكِ
ذلك الرّجلُ الذي يعلّقُ رحولته على شمّاعة عند باب بيتكِ
ثمّ كطفلٍ يُحدثُ الفوضى فيك
و في بيتكِ
هو يحبّكِ
ذلك الرّجلُ الذي لا فرق عندهُ إن رضيتِ أن تكوني وليمة فراشه أو أبيتِ
و يحبّ أن يشاركك نفس صحن المعكرونة
و فنجان قهوتكِ و يرتشف منهُ من حيثُ ارتشفتِ
هو يحبّكِ
ذلك الرّجلُ الذي يحفظُ موعد دورتك الشّهريّة القادمة
حتى و إن نسي تاريخ عيد ميلادكِ
هو يُحبّكِ
ذلك الرّجلُ الذي يفقدُ كلّ بهجته كلّما راودك الاكتئاب عن نفسكِ
و يصيبه صداعك في رأسهِ
ذلك الرّجلُ
الذي يبكي كثيرا في حضرتكِ
ليتكِ تعلمينْ
كم كان يحبّكِ.
هو يحبّكِ...هيثم الأمين تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 18 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.