عِلاقة مُعقدة بقلم عبده طاهر مسعود اليمن



يَعِظُ..ويَعُضُ
اوه.. لا.. لساني
لسعني..
..لا يسعني
لا يسعني.. إلا ان انام

المقبرة في انتظارك..!
انا لا اقصدُ ذلك
ذلك المكان ضيق 
لا يتناسبُ مع موتٍ جسيمٍ
إذا لِنُفَصلَهُ على مقاسُك 
مُرَ علينا قبل صلاةِ الجُمعةِ 
في شارعِ الأخرةِ 
تجدُ اللوحةَ 
المُنجِدُ في خِياطةِ الأكفانِ 
باِمكانك إرفاقُ نُسخَةَ من وفاتكِ 
غيرِ المعلنةِ لِنشرِها على الفيسبوك
نحن نحبُ الدعوة
َ والدعوةَ لك 
على طريقةِ مارك روزنبيرج 
لستَ وحدك 
هُناكَ نعوشاً غفيرةً تمرُ يومياً 
في طريقِها إلى الذاكرةِ 
واناسٌ يبكون على هذا الحائطِ 
كأنهُ مَبكى أورشليم 
اصدقُكائُك سيجودونَ
عليكَ بالفاتحةِ
ولسوفََ يذرفونَ دموعاً طفيفةً 
ستواصلُ الحياةُ بعدك رتابتُها 
في انتظارِ موتٍ بدينٍ 
إن كان لديك ديوناً 
او رصيدٍ فائضٍ 
بإمكانك إيداعُها على هذا المُودمِ

المآتمُ ليس بِالضَرورةِ
ان نقيمُ لكَ مِاتماً 
باقاتُ لحمُكَ اُوكِلت مُسبقاً 
وانتَ ولا تشعر بنقصٍ في وزنِك 
كانكَ لاتفقهُ نتفاً
من سيرةِ المخالبِ والنَهشِ
ِ كِلابٌ ادميةٌ ستسارعُ إليك
بُعيدَ هُنيهةً من إهالةِ الترابِ عليك
كُلِ سيأخذ عظمتُه من جَسدِكِ
لنَشرِها على مُدوناتِ البوادي 
ذات موسمٍ ستنبتُ اشجاراً 
تثمرُ فاكهةً بمذاقِ موتك اللذيذ 

سيلوكُونك ويلوكُون ويلوكُون 
عِظامُك كانَها لُباناً ظفارياً 
او بالأحرى عَلَكةً شامية 
يبصقونك على دروبِ الحياةِ الوعرةِ بِسيرتِك وتاريخُك 
بعد ان تكونَ قد عطرتَ
أفواهِهِم 
بذِكراك 
وبخرتَ شِفاهِهِم من النسيانِ

انا الآنَ واثقٌ بأنني امارسُ طقوسٍ جنائزيةٍ قبلَ صلاةِ الجُمعةِ 
كأنني ذاهباً لسماعِ آخرِ اُغنيةِ من 
فناني المُفضلِ في التجويدِ 
خطيبُ المنبر اللئِيم مُزعِجي الضخمُ
في هذهِ الدنيا..
والمُكَلَفُ بإعلانِ نبأُ موتي في آن وصلاة الجنازة والدفن
على الطريقةِ الإسلاميةِ
إلى اخرِ الوئدِ ..
لحظة من فضلكم..!
سوف أوافيكم لاحقاً
بما تبقى من عقلي 
سأذهب الى الحمام لتجديدِ الوضؤِ 
لقد فسوتُ ايُها السادة 
سيقولون عنها من الكبائِرِ
ويخوضون حولها جدلَ بيزنطة 
وكأنني تجاوزت الخطوط الحمراء
او جرحتُ مشاعر الأمة 
وكنتم تضرطون ويلطمكم ابائكم في عُرفِ القبيلةِ اليس كذلك؟
ويحك من التعليق 
لقد ورِثناها يا هذا.. كابرٍ عن كابر
وها انتم مابرحتُم تضرطون
تضرطون 
وتتفرجون على هذا الموتِ
لا تهتزَ لكم قصَبة
ولا تُحرِكوا ساكناً ولامَسكِنا
كانكمُ
في ملعبِ كُرة القدمِ 
تَدحرجون راسَ اللحظة 
وتوسِعُونَها ضَربا

هُناكَ مَن يُصَفقُ 
في المُدرجِ بمقصورةٍ 
خاصةٍ لكبارِ الضيوفِ 
اعتقدُ.. من تعتقدون؟
اتعتقدونهُ نائب الرئيس..! 
وثلةُ من المطاوعةِ يتابعونَ مَرمى تسجيل الأهداف
من سيكسب الجولة؟
غيره الموت
والموت ايها الاحياء الاموات 
رياضةً بدنيةً
لتخفيفِ اعباءِ الحياةِ
ايموتُ حارسُ المرمى؟
وهو يحتضنُ الكُرةَ 
كجمرةِ الآخرةِ 

طرائدُ ثمينة ٌتمرقُ البرية
هاربةً من سهامِ هؤلاءِ القومِ 
كلٍ يجرُ خلفهُ مقبرة 
وكلٍ يسكُن عقلهُ الباطنيُ 
فكرة الاستيلاءَ على الملعبِ 
والحَكَمُ نفسه مِثلهُم
يطمحُ ان يحصُدَ مَنصِباً
وزيراُ على الأقل

كلُ هذا اللعبُ جُبنٌ وسَلَطة 
مُجردَ مزةَ 
للمُتسابقين على مائدةِ السُلطةِ

هُناكَ مُتسعٌ من الشغبِ
سوف انتظرُ عزرائيل في المقهى
حينَ يصلُ اكونُ قد هربتُ 
من البابِ الخلفي للحياةِ
لكن إلى أين؟
والموتُ يترصدُنا اينما نذهبُ
ستصطدم براسك
رصاصةٍ طائشةٍ مثلاً
ان لم تكن قذيفة ار بي جي 
ان لم يكُ جداراً ينهارُ
إنقلابُ..
إنقلابُ حافلةً 
في حادثٍ مروعٍ 
دحرتها مُدرعاتُ موكبَ الوزير 
او صاروخٍ صديقٍ ..
من الآعالي اسقَطَهُ مَلاكُ رجيم
من التحالفِ بطريقةِ الخطأ
كلُ يومٍ نموتُ بالخطأ
لأن الأوضاع..
غير صحيحةٍ 
يا...
يارفاقي..
عِلاقة مُعقدة بقلم عبده طاهر مسعود اليمن Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 27 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.