و تَرَبَعْتِ على عرشِّ النصِّ ...زكريا شيخ أحمد سوريا
تراجعْتُ عن كتابةِ هذا النَصِّ
لأني حين أردْتُ أَنْ أكتبَ
قفزَتْ كلمةُ الموتِ منَ الجدارِ
و تربعَتْ النَصَّ ،
تمددَتْ على كاملِ الورقةِ
تماماً كما يعترضُ حيوانٌ مقززٌ و متوحشٌ
طريقَ ضحيتِهِ
و بعينينٍ قويتينٍ مرعبتينٍ صارَ يتأملُني .
حاولْتُ إبعادَهُ
لكنّهُ لم يتحركْ ،
ظلَّ محدقاً بي ،
متوثباً يريدُ الإنقضاضَ عليَّ .
لم اتوسلْ لَهُ و لم اطلبْ منْهُ الابتعادَ ،
حدقْتُ بهِ انا ايضاً ،
لاحظْتُ فراغاً فاصلاً بين ذراعِهِ و صدرِهِ
قربَ قلبِهِ تماماً ،
وضعْتُ القلمَ في الفراغِ و كتبْتُ
كتبْتُ عن صوتِ طَرقِ يديك على البلورِ
و انا أكتُبُ
لمحْتُ فجأةً انَّ ذراعَهُ و جانباً منهُ تلاشى
و أصبح الطريقُ إلى قلبِهِ مفتوحاً أمامي ،
سريعاً غرزْتُ في قلبِهِ ابتسامةً من ابتساماتِكِ
و عاجلّتُهُ بإبتسامةٍ اخرى لكِ
فتلاشى تماماً و اختفى كليةً
و تَرَبَعْتِ انتِ بوجهِكِ الورديّ الناعمِ
على عرشِّ النصِّ .
افكرُ الآنَ في استخدامِ خطواتِك على البلاطِ
كموسيقى داخليةٍ للنصِّ الذي سأكتُبُهُ لكِ
و أدُسُّهُ في معطفِكِ الشتوي .
و تَرَبَعْتِ على عرشِّ النصِّ ...زكريا شيخ أحمد سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
16 أبريل
Rating:
ليست هناك تعليقات: