أنا حفرة سريّة بقلم علي جمال العراق


سالِفاً
كنتُ حُفْرَةً سِرّيةً لجدّي..
صغيرةً لا تَسَعُ أُغنيةً طويلة أو إمرأةً هاربة!
و أوصى أهلُ الحيّ بغلقِ نسائِهم
و أخْذِ الحذرِ عندما أكبُر رُبّما سيتعرضون لرجُلٍ جارف،
فلا يَسَعُهم انتشالُ أثاثِهم من صدري و يظفرون بتلّةٍ مؤقتة!!
الآن و قد كبرتُ إلى الأسفلِ و صرتُ شيخاً عميقاً..
قُرىً مُتفرقة و رِقاب لامعة تغرف من فمي،
آراء برّية و أشجار داكنة تعيش طوعَ رطوبتي!
-الأغنيةُ الطويلة؛
مِثْلُ امرأةٍ بمُفردِها ،
بل كإصبعٍ ناعسٍ ينخفضُ باتجاهِ لوْني لتتأكدَ بأنّي ما زلتُ حيّاً..
-وهارباتٌ يحشرنَ تَعبهُنّ في عُمُري
ليُثبتْنَ لجدّي بأنّي بئرٌ مُغر و أنّهُنّ عطشٌ كثير..
هذه المساحةُ بِنتُ رأسي..
أقدامُ المارّين و جلودُهم أيضاً ؛ تقربني..
قِرَبُ الحليبِ و أكتافُ الحسناوات؛ أنا دمُها !
أنا حُفرةٌ سريةٌ بين جَبَلَيْنِ طريّين،
وليست آسنة
أنا حفرة سريّة بقلم علي جمال العراق Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 18 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.