شذوذ ليلة أخرى ......هيثم الأمين / تونس
الليلة، أيضا، لا أحتاجُني
أجلسُ بعيدا عنّي
و أعبثُ بخصيتيْ الوقت كي يقذف منتصف الليل بسرعة!
قبل منتصف الليل
لا أحد يكون هنا
بعد منصف الليل
تتساقط جثث أناس أعرفهم على صدري
و تبدأ الأشباح لعبة غزل الوجوه
الليلة، أيضا، لا أحتاجني
أجلس غير بعيد عنّي
و أراقبُني
كعنكبوتين،
نتدلّى من سقف الوقتْ،
و نستعدّ للتّقاتلْ!
قبل منتصف الليل
أرتدي وجها لا يُشبهني
أدخّن الكثير من السّجائر
و أضحكْ
بعد منتصف الليل
أكون أنا تماما
ذلك التابوت الأنيق الذي لا يكفّ عن الثرثرة لجثّة، تسكنه، حتّى لا تشعر بالضّجرْ
- الجثث، أيضا، تشعر بالضّجر و هي تمارس انتظار الولادة الأخيرة كما يُشيع أنبياء الله-
أدخّن الكثير منّي
و في الغالب أدخّن أعقابي
و لا أضحكْ
الليلة، أيضا، أحتاجُني جدّا
أجلسُ في حجري
أنا الطفل الغضّ كورقة الرّبيع
أجلسُ في حجري
أنا العجوز الذي لم يدخل جنّة امرأة
و حين يقذف الوقت منتصف الليل
أتحرّش بي
حتى يذبل الطفل
و يقذف العجوزالكثير من البكاءْ...
شذوذ ليلة أخرى ......هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
21 يونيو
Rating:
ليست هناك تعليقات: