الستون بقلم احمد عبد الحميد مصر


كذلك ، 
نعيش قليلا
ونتألم كثيرا
ونموت بعيدا بعيدا عن أحلامنا
...
/
لصق قارب على شاطئ البحر
مستغرقا في شعوره بالحزن.
حزن قوامه بأس جميل ، متزن . يبلغ حدا
لايقع في مدى الحواس . وبالتالي لم يكن ممكنا إدراك مداه .
همس لنفسه على طريقة " فرناندوا بيسوا " : أعرف أنني من أكثر الناس سؤ حظ ، وأنني في الحقيقة لن أبادل أحدا بحياتي ،ولكن كل ما أتمناه ألا يتألم أحد مثلما تألمت .
أعرف أنني وحيد ،
وسأظل وحيد مثل كلب بلا صاحب

حيث لا أشباح أو أساطير حكايات
حيث لا حاجة لمفتاح
حيث لا حاجة لأقفال
حيث لا حاجة لرمز للدخول
حيث أتمتع بكامل حريتي
حيث أخترع أحلاما - في الغالب - بائسة
حيث ما من شخص ليقطع علي عزلتي
حيث لاتوقع لشئ .
ما سيحدث هناك ، وما يحدث هنا .
ذلك ،
المجهول منا .
ذلك ،
الذي يجذبنا بقوة لا تقاوم .
ذلك ،
اللامرئي .
ذلك ،
الذي لا وصف له .
ذلك ،
الذى لانحس به ولا نلمس له طعما .
لن يبتكر شيئا مفيدا ،
ولن يشرع في شئ ضار .
لن يمنع شئ ،
ولن يسمح بشئ ،
بعد كل شئ ، لاشئ
فقط ! هو كل شئ ، في كل مكان
وفي كل الأزمان .
ماذا فعلنا لنكون هنا ؟
ما الذي لم نفعله وكان علينا أن نفعله
لنتجنب هذا الأنحطاط ؟
بالطبع ، صعلوك أبدي
كل مرة يتوقف للنظر .
تنبسط الحياة بصوامعها وكنائسها ومساجدها في زفرة
تجعلنا باردين جامدين ألف مرة ولكنها في المرة الوحيدة بعد الألف تجعلنا
نرتعد
ونبكي .
. تعليق -
لابأس !
أنزل يداك
لأنني أراك
دعني أتقدم إليك
لأريك عماك
سأكون مرآتك
وأعكس ماهيتك
سأكون الريح
والضوء الذي يصنع من الحب موجة
ومن الشعر نجمة
تعبر الحدود
بوحدة بلا حدود
ربما ، نحظى بحياة طويلة سعيدة يريدها الجميع .

الستون بقلم احمد عبد الحميد مصر Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 10 يوليو Rating: 5

هناك تعليق واحد:

  1. احمد عبد الحميد في نص _الستون_افسح لنا المجال ليقرأ كل منا قراءته الخاصة ورغم تلك الكآبة الحتمية المخيمه على النص و بين الحين والآخر يخرج منها إلى العدمية.. ولتمسكه بقيمه الدينيه فاخترع الأنا القدرية ليحملها تعاسته ويتعارك معها بدل من الإله.. وبالرغم من ادعائه انه يمتلك الألم الأكبر إلا أنه يمن علينا بطلبه ألا يكون أحد مكانه ... كما ٠يخبرنا بتلك الأنا القدرية التي منت عليه في الأخير بتلك الحريه التي لا تتعدى قوامه .. وفي الاخير يجادل تلك الأنا ويعلو عليها

    ردحذف

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.