سوريالية بقلم عبد الرحيم ناصف المغرب


 أتسكع كما طفل غاضب وسط حماقاتي،..
أتحرش بطاولات كان فيما مضى حدائق تفر إلى الجانب الآخر من الليل الذي كان يلبسنا.
أتحرش بطرقات فارغة إلا مني ..و من ظلال حمقاء كانت قبل الحلم كلابا تقاسمنا الحليب بالملكية المشتركة.
.
يسقط كرسي الخرسانة الذي بقي وحيدا هناك في الحديقة، الحديقة قبل أن تصير طاولات خشبية تتسكع في طفولتي الغاضبة..
يسقط الكرسي الذي بقي وحيدا هناك. وحده من يتذكرني.
وحده يتقدم كي يقاسم ظلي بعض الحكايات عنا، ويلتمس مني أن أمده بسيجارتين.
يحكي لظلي عن سرنا الوحيد
كنا سوية كرسيان من خرسانة
لم يتعاهدا أبدا على الوفاء لبعضهما.
.
ها أنا وسط طاولات كانت حديقة فيما مضى، أكتشفني كرسي خرسسانة تخلى عن انتماءه العضوي..
ها أنا أشلاء نص لم يجد بعد ورقا يتقن امتصاص حبره كي لا يصير قصيدة بالية في جيب شاعر حشاش..
فيما مضى كنت كرسيا.
كل هذه الحماقات التي تتساقط من دموعي..
ربما لا تعنيني في شيء.
.
تسقط أريكة بالية من شرخ في الطفل الذي يبعثرني
لم أكن أريكة ...
لم أكن شاهدا على النهاية.
.
ليس مشهدا عبثيا
أن أستسلم لكل هذه السوريالية التي تكاد تأكلني
أن أصير حشيشة تدخنني أحلامي السابقة
و أنتقم من كل الأحلام التي لم تزرني...
سوريالية بقلم عبد الرحيم ناصف المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 20 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.