تجربة يقظة طويلة بقلم حواء فاعور سوريا


جربت ألا أنام لمدة طويلة ..
زادت في مرات كثيرة عن ليلتين ..
في الساعة صفر ..
تتهيأ الخيبات والخسارات لتطرق الباب ..
الحزن يقف خلفها مباشرة ..
فيما يحز الفقد عنق الروح ببطء لئيم ..
في الساعة الواحدة ..
سيطرقون الباب ..
بلا مبالاة أفتح ..
يلجون بخفة إلى منتصف الرؤية ..
فيتصدر الحزن يسارا آخذا مكان الآمر
فيما تنحاز الخسارات والخيبات إلى اليمين ..
بجهوزية تامة لتنفيذ أمر الحزن بالصراخ ..
في الساعة الثانية ..
سيرتفع هدير الوقت ..
وستنفث عقاربه السم دون أن تلدغ ..
فيما أنا بجملة عصبية نشطة فوق قدرة عقل على التصديق
أخزن كل الالتقاطات الوهمية والحقيقية على حد سواء ..
عواء الكلب على الرصيف ..
محرك السيارة الهادر لسبب أجهله ..
قطرات الماء من صنبور مكسور في بيت بارد ..
شخير رجل لا أعرفه ولن اعرفه يوما ..
اصوات شهيق النيام وزفيرهم وكأن كل بشر الأرض ينامون في غرفتي ..
البقع الزرقاء على عنق أمي من الخلف ..
هذه البقع ظهرت بعد ان فارقتها الروح ..
احاول ان أحصي عددها بتركيز ..
تماما
نحن خمسة أخوة
اسماؤنا التي ما استطاعت نطقها بقيت في عنقها كوجع حتى ما بعد الرحيل ..
الاسم الأوسط كان الأشد زرقة
كان الأشد إيلاما لها أن تفارقه ..
في الساعة الثالثة ..
صدغاي ينبضان ..
لا أبالي ..
محرك الثلاجة صوته عال للغاية ..
تبا ..
افصله عن العمل ..
سأهدأ ..
ألم المفاصل لا يذكر مقارنة برض الروح ..
يارباه ..
قل لهذا الصمت أن يخرس ..
في الساعة الرابعة ..
ساسعل ..
الى ان يخرج دم الذين قتلوا كلهم ..
هذا الدم الزائد في شراييني..
ينسل تحت جلدي بطيئا كسلالة مهجنة من النمل ..
في الساعة الخامسة ..
سأكتب ..
مقاطعا متفرقة ومشتتة ..
ركيكة كوجودي ..
سألقي بها ربما انجح في التخفيف عني لأنام ..
لامجال للبكاء الآن ..
الملح خشن وعيناي تحرقاني ..
في الخامسة والنصف ..
سيمتزج البنفسجي والبرتقالي في خط الافق ..
في هذه اللحظة سأجر كرسيا
وأجلس مجعدة وهرمة ..
على شرفة سجني وأفكر بالحرية ..
ثم انفخ الدخان من صدري ..
واضحك ..
تجربة يقظة طويلة بقلم حواء فاعور سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 06 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.