أنا و صديقي الميت .........أوس غريب / سوريا




نتصل ببعضنا أنا وصديقي الميت
هو بصوته  المختفي
واسئلته الممحية
وانا بالفضول الذي لا يقلق الغائبين
ولا يثير تأففهم

لم نكن نلتقي ونفهم بعضنا على هذا النحو
يدخل في قلبي مباشرة
ويرتخي فوق خواطري ويمدد رجليه
وانا اسمعه يتحدث بالافكار المعهودة ، بالسخط المعهود نفسه

كانت المدينة وهي  تتحول عن صورتها الجميلة وترتدي لباس الحرب
تغلق شوارعها في وجه الصانعين والبناة
وتفتحها في وجه الآلات التي تهدم التخوم
وتشكل تلوينها المحموم

لم يقرا الجنود الشعر
لم يحملوا إلى حبيباتهم الورود
لكنهم جميعا يحملون المصاحف
ويذكرون الله الذي هو وحده من يزن الإخلاص
والجريمة بالميزان المقدس

تسرع الشتائم إلى لسان المتسلط فتخفي الخوف كله
وتظهر الجبروت
ويسرع الهلع والذعر والاستكانة إلى قلب المتسلط عليه
فيتأتيء ويبلع مداليل خطابه
كمن يعرف انه لن يصل إلى شيء

صديقي الميت
نظر في فوهة البندقية وقال لها بصوت قوي
اضربيني واريحي فؤادي من منظر حاملك الأحمق
اضربيني فأنت بنت السوق الكاسدة
حيث لا يوجد إلا الاشباح
والأوهام
والضحايا الذين يلعنون النصر
والمنتصرين

أنا و صديقي الميت .........أوس غريب / سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 13 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.