في عمر الكلام الصغير بقلم سلوى محسن مصر


في عمر الكلام الصغير
كانت تشير للعصافير بكفها
ثم تجلس القرفصاء
تقفز خلف النمل واحدة واحدة
تدفعه بأصبعها تتبعه كما تقود العصا الكفيف
- الى أين يذهب
- الى مملكته
- اين الملكة
- تجلس على العرش
- ماذا تفعل
- توزع الأعمال
- لماذا لا توزع عليهم السكر..
وأين الملك، ماذا يعمل؟
- ينثر عطره على الملكة ويلهو معها
*
في السادسة قذفت الحقيبة وقفت فوقها :
- اليوم وضعت رغيف المربى في طريق الشغالات،
تعثرت فيه ولم تستطع حمله
- لماذا أعطيت خبزكِ للنمل؟
-لأن قطة المدرسة لا تحب المربى !
*
حاضت و سمعت:
- اليوم عرفت قصة النمل..
- ماذا أعجبك؟
- جاء الجند يقتلون الشغالات، يحفروا مساكنهم
ليفوزوا منها بالغلال
ابتسمت إحداها للملك ونبهتهم،
جرين نحو المملكة،
لماذا تحتمى الملكة في العرش
ويموت حُماتها وحاملات الطعام،
يعيشون كقرابين لها؟
*
في عمر الحب
- اليوم لبست حذاء التجديف
وجدته مليئا بالشغالات عومتها فى النيل
فضحك حبيبي..
- آمل أن تذهب في رحلة مائية
ترسل لنا بقية النهر الغائب
أو تركب قوادم طيور الماء فتصير كائنات أخرى
*
في عمر الشغف والحزن قرأتْ:
- لماذا أرسل الملك الهدهد للملكة؟
لماذا لم يرسل الفهد أسرع الثدييات،
أو الجني الطائر كالسهم
أو الخيل التي يمسح على سيقانها وأعناقها محبة،
لقتالها في سبيله؟
- نتف ريش الهدهد لأنه تأخر!
و ذبح الخيل لأنها أخرته عن الصلاة
*
- هل كشفت الملكة للملك عن ساقيها؟!
وكيف ينام مع مئة كل ليلة،
لم يحمل منهن إلا واحدة،
جاءت له بشق رجل ،
كل الكائنات تتعبد، فمتى كان يفعل؟
بالمناسبة، هل تعرفين ماهو مذكر نملة؟
- الشَيْصَبان،
يبزغ من بيضة لم يمسسها ذكر إكراماً لنقاء الملكة
وهدية لها
*
كان الملك متكئا على عصا يراقب الجن يبنون مملكته، ومات
- مات متكئًا ؟
- لمدة عام ظلّ
- ولم تهتز له جثة ؟!
لم تتحرك دابته، ألم تجوع، ألم تعطش؟!
- لم يعلم الجن أنه مات، ظلوا يعملون خوفا منه..
- والمئة زوجة، ألم تقلق منهن واحدة؟
- جاءت الأَرَضَةُ، دابة الأرض ،
دودة بيضاء بحجم النملة، أكلت عصاه فهوى
- هل ابتلعه ثقب اسود؟
- يحيا الملوك ويفرحون برعايته
- لماذا لا يبهجنا الله كالملك؟
- بمئة رجل؟
- بجميل واحد لا يشتهي مئة!
*
ما ذا لو أن نيوتن كان نملة دهسها الجنود
أو أن تفاحة سقطت على رأسه فغشي عليه
ما الذي سيجذب ذهنه إلى الأرض
مالذي سيظل شاخصًا من لحظاته غير الموت؟
في عمر الكلام الصغير بقلم سلوى محسن مصر Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 14 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.