ظهِيرةُ العِشقِ والشّجنِ بقلم بله محمد فاضل السودان

L’image contient peut-être : ‎‎‎بله محمد الفاضل‎‎, barbe et gros plan‎
الذي تفعلِينَهُ بِالطَّابِقِ السَّابِعِ من أحلامِي يصعدُ بِي إلى السَّحابِ وأنا رجُلٌ غرِيقٌ بِكِ

عِناقُ بيتٍ لِبيتٍ، وعِناقُ جسدٍ لِجسدٍ، وعِناقُ عينٍ لِعينٍ، وعِناقُ دم لِرُوحٍ، وعِناقُ شارِعٍ لِزُقاقٍ، وعِناقُ قلبٍ لِقلبٍ...
الحياةُ كُلُّهَا عِناقٌ يُفضِي إلى عِناقٍ
حتى يلتقِيَ طائِرانِ غرِيبانِ
الرُّوحُ وَالقبرُ

أتواصلُ مع قمرِ النِّسيانِ بِطُرُقٍ سِرِّيَّةٍ مُعقَّدةٍ
لكِنّهُ لَا يستجِيبُ!

لا يكُنْ أثرُكَ مثل خيطٍ رفِيعٍ على الماءِ
كُنْ دوامةٌ في العالمِ، لا تنْتهِي، لا تُبقِي ولا تذرُ
يا ولدِي

أصابِعِي من الشّجاعةِ بِمكانٍ
تحرِقُهَا أحاسِيسِي السّائِرةُ بِدمِهَا مِراراً وتكراراً
وهي لا تنفكُّ تُناوِلُ بِالحُرُوفِ اِبتِساماتِي الصّفراءَ لِلغِيابِ

أغلقِ البابَ
ليس سِوى الريّحِ النّابِحةِ
لا تدع لها ظِلالَ الغائِبينَ
فتعضُّهَا

مرَّ ذِكرُكِ على الذي بِبالِي
فاِرتعبَ من الأوّلِ الثّانِي
لكني تذكرتُ
أنّي سمحتُ لِلأوّلِ
بِمُعانقةِ الكُونِ بِالعِطرِ
وأبقِيتُ الثّانِيَ بِأحشائِي

أحكمي
لا مانِعُ عِندِي
صدرِي مكشُوفٌ، وخُطواتي نحوكِ لا تكِلُ
أحكمي
أنا ظهِيرةُ العِشقِ والشّجنِ والمسافاتِ
أنا اِنتِظاراتُ المرايا لِوُجُوهٍ من جِنانٍ وطُيُورٍ
أنا الولهُ السّحِيقُ لكِ...

ضُمِّينِي لِأُغطِّي رُوحِي بِأزرقِكِ المُضِيءَ من زحفِ اللّيلِ إليّ

: أُمارِسُ العِيدَ كعادةٍ سِرِّيّةٍ.
هكذا أسرَّ الشّارِعُ إليَّ وأنصرف

- لماذا غامرتَ بِحُضُورِ العِيدِ؟
- سقطتُ على حين غِرّةٍ من
قبرِي بينكُمْ
- شهدتُ ذلكَ، كُنتْ صعدتَ أكثر
- أرِدتُ قولَ: اللّعنةُ عليكُمْ
ألا زِلتُمْ بِذاتِ الهيئةِ تتهيّأونَ
أنّهُ ليسَ كمِثلِكُمْ
أُقهقِهُ قليلاً عليكُمْ وأعُودُ
- فإن قُبِضتْ رُوحُكَ مِثلِنَا، ما
أنتَ فاعِلٌ؟
- سأنتحِرُ مُجدّداً لِلتّخلُّصِ مِنكُمْ

غُرُوبٌ يُشاغِبُ البحرَ
والمُبحِرينَ في ألوانِ ذواتِهِمْ المُتسلِّلةَ
أو المُتسلِّيةَ بِالبحرِ
غُرُوبٌ يشُقُّ طريقَهُ
وينسكِبُ بِقِرطاسِ السّماءِ وهو مُنشطِرُ الصّدرُ
ظهِيرةُ العِشقِ والشّجنِ بقلم بله محمد فاضل السودان Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 12 سبتمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.