عُصارة الوحدة... بقلم حسن الخندوقي المغرب


الوحدة عجوز عجفاء
معروقة الأصابع
لا تجيد مداعبة الجسد
لكنها قابلة ودود
تتقن جس نبض القصيد
لذا ،
أتلظى وحيدا
أتشظى وحيدا
و ألملمني وحيدا
كأوراق خريفية
اشتدت بها الريح
في حلم عاصف
طوحتها في كل اتجاهٍ
كلِّ الجهات
ما عدا جهة العلو
تلكم روحي التي
قُدَّتْ من شجرة
لا شرقية و لا غربية
الآن ، أنا يابس
لا زيت في نُسْغي
لا ضوء في مشكاتي
و تَنّوري لا نار قِرىً
تتاجج داخله
كي تُنْضِج رغيف الحياة
" الله نور السماوات والأرض "
لكن زيتونتي
خرجت من سورة النور
سكنت عراء القصيدة
لا من يسقيها
لا من يرتلها
لا غلة فِيها
ترجوها يتيمتي
كي يَسْرِيَ في فرائصها
نُسْغُ الحياة
الوحدة عجوز عجفاء
معروقة الأصابع
لا تجيد مداعبة الجسد
لكنها قابلة ودود
تتقن جس نبض القصيد
لذا ،
أتلظى وحيدا
أتشظى وحيدا
و ألملمني وحيدا
لِأُهْدِيَني قارورة
زيت بلدي
إلى يتيمة الدهر
الوحيدة هناك
تنتظر الغلة
أو ظلا
يقيها أشعة اليتم
أو حتى قصيدة
من وحي شجرة
الوحدة العجفاء
تطايرت أوراقها
على أرصفة
مدينة مخطوطة
في ذاكرتي
كوشم أسود :
الدار البيضاء
الوحدة عجوز عجفاء
معروقة الأصابع
لا تجيد مداعبة الجسد
لكنها قابلة ودود
تتقن جس نبض القصيد
لذا ،
أتلظى وحيدا
أتشظى وحيدا
و ألملمني وحيدا
و أنظر في المرآة
أقول : أنا بخير
أنا قوي
أنا صامد
أنا متماسك
فتفضحني الروح
المتطايرة أشلاء
على أرصفة
مدينة الدار البيضاء
تبحث عن آثار
خطى يتيمة الدهر
داخل جسد يابس
كزيتونة خرجت
مدحورة
من سورة النور...

عُصارة الوحدة... بقلم حسن الخندوقي المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 17 سبتمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.