غِراء ........بقلم عبدالرحيم زاين / المغرب


..غِراء..           
عاتِيّة عَلى الْفَقيرِ الْبائسِ
مُعتَدِيةٌ جانِية
تجَرَّعَها غِرًّا بِصَبْرِ ايوب
وهيَ فانِية
وعَدَتْه وهْمًا بِبُزوغِ فَجْرٍ
أبْيضَ وناصِيَّة
وماءٍ زُلالٍ لِلَيْلِ الحنينِ
 ولوحاتٍ بِألْوانٍ
زاهِية...
ابْتَلَع الْوَلَهَ شَصًّا سامًّا
 مِنْ دَنِّ غانِيّة
ثُمَّ عاشَ حالِمًا تائِهًا ثَمِلا
وَعُشُّه
زَيْتونَةٌ ودالِية.
قَضى الْعُمْرَ يَحلُم بِجنّاتِ خُلْدٍ
أنهارُها جارية
يُغازِلُ جُفونَ حوارٍ تُلهب عُيونَ
ليالٍ ءانية
 حَتّى النّسيم أضْحى آهاتِ نايٍ
حنينا لِقصَبِ طُفولَةٍ
جَمالِ رابيةٍ
وأطلالٍ بالِيّة...
كيفَ لي وُلوجَ ذاكِرةٍ
 أبْراجُها نِسْيانٌ
 أفقُها غاشِية..؟..
بِالْكادِ أبْني لَها الْمَحارِبَ
أتوسل عَطفَها وَالْعُيونُ
دامِية...
حين يغْزو الْبَياضُ أفْكاري
وتَهْجُر كلُّ الطُّيورِ أوكاري
تنْفطِرُ السَّماء
وأعيُني على أطفالٍ
 أكُفُّهُم أمَلٌ ورَجاء:
"هلا أمْطَرتِ خُيوطَ سلامٍ
وزخاتِ عِطرٍ وَماء
 لِتَلينَ الْقلوبُ بِحُبِّ الْحَياة
وتُزهِرَ ورودُ تِلْك الأشْلاء
وطَنًا حُرًّا بِنُفوسٍ أبِية
ينابيعَ تَسْنيمٍ أبَدِية
جنَّاتٍ قِطافُها دانِية..."
                               عبدالرحيم زاين.
غِراء ........بقلم عبدالرحيم زاين / المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 21 نوفمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.