جنون مؤقت .....بقلم ميرفت أبو حمزة / لبنان

ما لا أملِكُهُ الآنَ
هو قدرتي على الذهابِ
بدونِ أيِّ إلتفاتة..
الذهابِ إلى أيِّ مكانٍ
لستُ فيه ولستَ فيه..

ما لا أملكه الآن..
إرادتي على المقاومةِ
أمامَ هذه العواصفِ العاتية
المقاومةِ التي..
دعّمتُها بجدرانِ عمري
وصدّعتْني بدونِ رحمة..

ما لا أملكه الآن..
هو نسيانٌ بحجمِ ذاكرتي...
التي تعجُّ بالخَساراتِ..
والإنكساراتِ..وبكَ الآن
الآنَ الذي لستَ فيه

ما لا أملكه الآن..
أنتَ..أنا..
وقدرتي على حذفِكَ
من حياتي..
كحسابٍ وهميٍّ بلا رصيد
الحذفِ الذي يعودُ بجيبِ قلبي
إلى ما قبلَ الإفلاس

ما لا أملكه الآن..
عقلي الراجحُ..وعفويَّتي
حين لا أجيدُ الاختباءَ
خلفَ إصبَعي..
إصبَعي الذي أتمنى لو..
أشنُقُهُ الآن

ما لا أملكه الآن..
كتفٌ أُلقي عليه رأسي
هذا الرأسُ المثقلُ بالقصائد
والهذيانِ والقيَمِ الفارغة..
الفارغةِ تماماً كفقاعةِ الصابون
ورأسي..

ما لا أملكه الآن
قدمٌ كبيرةٌ..كبيرة
أركُلُ بِها مؤخرةَ هذا العالم
أسدِّدُ بها هدفاً نحو الجحيم
الجحيمِ الذي..
سيقلبُ أرقامَ السّنَةِ الجديدة
ويعودُ بها بكلِّ بساطةٍ إلى صفرِ البدايات