رياح غربة....بقلم ميرفت أبو حمزة / لبنان




ماذا أقولُ الآنَ..قُلْ لي ؟!
أنا الطافحةُ بك
المبعثرةُ بين اللّاءاتِ والظنون
أَبتعِدُ عنكَ إلى أن تهدأَ عواصفي..
بين النارِ وقطعانِ الدخان ..
أقفُ وحدي أمُدُّ رعشةَ روحي إليك..
وألملمُ ما انفرطَ مني هنا وهناك..

وأنتَ الهادئُ في حضورك
الغامضُ في الغياب..
تملؤني بالأحاديثِ والأصداء
أتساقطُ نهرَ حزنٍ من أعالي صبوتي..
إلى قعرِ أحزاني..
ماذا لو كنتُ ماء..
تشربني الفجيعةُ الظامئة..
عطشٌ لا يرتوي مني..
تحملني في مناقيرِها العصافيرُ
تأخذني إلى بساتينِكَ المحروثةِ
بنهيدِ الغواية..

أنا الزهرةُ المقطوفةُ من بين ضلوعك.
ماذا لو بقيتُ هناك..
أموتُ فيكَ وأحيا..
وأكرِّرُ في عروقِكَ انبعاثي..
أضيعُ وتجدني...
وأبقى في دورتِكَ الدمويةِ...
وأبقى حينَ تبقى

أيُّ ضياعٍ أهدتْني إياهُ سماواتي..
حتى أسقطَ من حكايا الأزلِ
مثلَ الحَصى على الطريق..
ألهةٌ تلفُّها النارُ...
دمُها وقودُ كلِّ حرائقِ الأَرْضِ..
وأنفاسُها ريحٌ تطوفُ في الفراغات...
لأموتَ ألفَ مرةٍ في لُجِّ ضياعي..

يا النّورُ الواثقُ في سراديبِ السماء..
يا المجرةُ التي تدورُ فيها كلُّ أفلاكي...
يا الوجعُ الذي لا يستكينُ
أحتاجُ الآنَ ضوءَكَ..
دفءَ كفِّكَ ..
نظراتِكَ الهاربةَ نحو البعيد..
حروفَكَ التحملني إلى جنةِ الكلمات..

أحتاجُكَ الآن قربي..
فالكونُ دونكَ أسئلةٌ..
لا أملك الحقَّ في إجابَتِها..
محبوسةٌ تحتَ جلدي...
أحاولُ أن أخرُجَ من مسامي..
كلها موصودة..
على بصماتِ يديك..
عُدْ إليّ الآن...
عُدْ .. فأنا أتلاشى أمامك..
كوميضٍ أخيرٍ...أخير
خلف َنيزكٍ
ي
ح
تـ
ر
ق
.
رياح غربة....بقلم ميرفت أبو حمزة / لبنان Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 29 ديسمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.