لم أرحل عنكِ لأعود ...بقلم أحلام عثمان / سوريا


لم أرحل عنكِ لأعود
 مازلت هناك في بيوتكِ العتيقة 
تحت وسائد غمامك  الفضيّ
بين الكلام المبللّ بالخجل  والوعود بين حبيبين
على مفترق الطرق
وفي حاراتٍ مظلّلةٍ بالبكاء والقُبل .

لم أرحل عنكِ ولا خالفت الوعد في البقاء 
لأقول  للحنين ، اشتقتها يا (كلب ) .

أحاول قراءة دمي لأجدكِ
وأجدني
أحاول ألّا أنسى أيّاً منّا أنا
وأيّاً منا أنت
وأنسى.

ماعدّتِ أنتِ ،
وماعدتُّ أنا
يداك ملطّختان بالبرد والتراب النبيذيّ
و لياليَّ القادمة  رماديّة ،
تقف على سفح جبلٍ
و تعوي ،  ياشام .

لم أرحل ولم ترحلي .
امرأتان مسكونتان في جسد الغياب ،
نازفتان  .

**********

أين رحلوا يا أبتِ
الذين كانوا يشربون من كأسنا الصغير..؟!

ربما
لم يُعجبهم مذاق البحر 
فناموا فيه طويلاً.


*********

نُخلق مائيٍّين أو حجريين أو عُشبيين

الرجال الذين من أصول النهر
طويلون وسارقو الأمنيات الصغيرة
يتقنون الكذب بصدقٍ مجيد .
ويصدقون بكذباتٍ  زرقاء.

النساء اللواتي من أصل شجريٍّ
خضراواتٌ شهيّات
 مسيحاتٌ مصلوباتٌ بجسد الرّيح
ربّاتُ الشمس والقمر والأرض
يخطفن الروح وهو يخفّق بجناحين من حزن  .


يشربون الحليب من أثداء الحياة
ويأكلون لحم العمر
يجلسون على عرش العالم
لايكبرون ولا يشيخون،
أولئك الذين خُلقوا من حصى.
باقون ليدرّبوا ظهورنا الرّخوة
 على الاستقامة والشّعر .
لم أرحل عنكِ لأعود ...بقلم أحلام عثمان / سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 14 يناير Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.