أمضي إليكَ..بقلم ميرفت أبو حمزة / لبنان .مع لوحة ل مونيكا لونياك
أمضي إليكَ..
بل أمضي إليَّ فيكَ
كي أرى ما تركتُه عندَكَ مِنّي
بسمتي .. خطوطَ يديّ وأغنياتي
كأنما سفرٌ يلاحقُني
كي يعيدَني إلى دربِ البدايةِ
كأنما ريحٌ تُمَلْمِلُني
أحاولُ أن أقتربَ إليك
فألقاني غريبة..
كلما حاولتُ قطفَ الكلماتِ
عن فمِكَ الأخضرِ..
أرنو إلى أناملي..أراها يابسةً
فتأخذتي خيالاتي لصبوتها
وتُودِعُني دموعي مرايا رَعْشَتِها
وتقصيني سماء.
روحي على أشلاءِالتَّوقِ راحلةٌ..
أمدُّ يديَّ إلى جسدي ألملمُهُ
لدَيْكَ يدايَ..!!
أبكي وتنفرطُ ضلوعي ..
تمرُّ فوقي كل غيومُ الحبِّ مسرعةً
وأنا وحدي على ظَمَئي..
أدنو إلى ذاتي فتلفظُني
وعلى نهيدِ الوقتِ
أرسمُ وجهَكَ روحَ ماءٍ
ماذا فعلتُ لأجنيَ من الهوى تعبي..؟!
وأيُّ مشيئةٍ بعثَتْكَ في قلبي
لتنبضَ فِيَّ ملءَ دمي
وأيَّ خطيئةٍ صنعتْ يدايَ
لأغدوَ في مخاضِ رؤاكَ
أنادِمُ كأسي لا أثمَلُ
صراعٌ قائمٌ أبداً...
بين عنادِ الموتِ والمَشيمَةِ..
لم يُفضِ إليَّ التيهُ ما أخفى
ولا أرتدُّ عن نأيٍ لذاتي
ولا أسألُ ليلي عن صبحٍ بلا شمس
كي أمضيَ بأسئلتي..
بلا هَدْيٍ على همّي .. على مذقي
فآوي في حضنِ الضياعِ
لكثرةِ ما أخفيتُ بين الناسِ جمرتَهُ
استحلْتُ دخاناً فخانتني دموعي...
حَسْبِيَ أنّي لا أنتمي إلا إليه نبيّ
وأنا التي وقفتُ أمام اللهِ ضارعةً
وأنا التي على أحشائها ركعَتْ
وأنا التي لكثرةِ ما هزَّتْني الريحُ
زهوري كلُّها انفرطتْ
وأنا التي أطعمْتُ عصافيرَهُ
قمحي..
نشيجاً استقى مِنّي
فتركتُ الصبرَ يحصدني
لعلَّ كَفَّيْكَ بالتَّحْنان تأتيني
يا الذي تفيضُ بذكره كلُّ أوردتي
يا الذي بمَريومِ الهجرِ عمدني
يا الذي بنارِ الصدِّ أوقدَني
لَمْلِمْ رماد الحبِّ بين راحتيك
وانثرْهُ أينما ترحلُ
لإلّا تضيع عن نفسك
لإلّا تتوه عن دربك...
فأنا نداءٌ جابَ هذا الكونَ
وارتدَّ صدىً...
كآخرِ شهقةٍ في ثغرِ طيرٍ يحترقُ
اللوحة للفنانة مونيكا لونياك
أمضي إليكَ..بقلم ميرفت أبو حمزة / لبنان .مع لوحة ل مونيكا لونياك
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
15 يناير
Rating:
ليست هناك تعليقات: