لا معنى لهذا النصّ .......بقلم هيثم الأمين / تونس
ألف رأس في رأسي
و قلبي... رجلٌ وحيد
ينتعلُ حذاء ضيقا و يركض، هاربا، من قطيع ذئاب.
هل نام الأطفال؟!
أأنت متعبة؟!
أعتذر؛ فلم أحمل معي، الليلة، إلّا قبّعة
و قبّعتي
لا أرانب تخرج منها و لا حمام.
هذا المساء ضيّق كرصاصة
و البيجاما، التي ترتدينها، أظنّ أنّها كانت حمراء قبل عام !
أحقّا نام الأطفال؟ !
لا؛ شكرا؛ لا رغبة لي في العشاء.
قهوة ! ربّما؛ شكرا.
مطبخك الصّغير مازال كما هو
تصفيفك للصحون مازال كما هو
علب البهارات،
علبة الشاي،
علبة القهوة
و أنت علبة السّكّر...
لم يتغيّر شيء تقريبا
ربّما، أنت تغيّرت قليلا !
مؤخّرتك صارت أكبر قليلا،
نهداك ارتخيا قليلا
و قصصت شعرك الذي كان طويلا في آخر لقاء بيننا !
أأنت متعبة؟ !
خرج الجميع من رأسي
إلّا أنتِ.
لقد كنت بدينة جدا، فيه، و علقت في الثّقب و أنت تحاولين الخروجْ.
هل تمانعين في أن أقترب منك و أنت تعدّين القهوة؟
هل سترفضين أن أضمّك كما يضمّ عازف الكونترباس آلته
و أن أعزفك على مقام الاشتياق؟ !
أ هو أحد أطفالك قد استيقظ؟ !
ليس تماما؛ لستُ متعبا جدا
و لكنّي
خارج القصائد أكون وحيدا جدا
و داخل القصائد أكون حزينا جدا
و وحدك الرّصيف الذي يسمح لأصابعي بأن يكونوا باعة متجوّلين
يبيعون المناديل الصالحة لمسح نصف الحزن
و لمسح شهوة مستعجلة.
أأزعجكِ حضوري؟ !
هل أغادر؟
تبدو لذيذة جدا و كم تشبهك طفلتك الصّغيرة
و طفلك كم يبدو، مثلي، حزين !
مازالت قهوتك لذيذة
و مازلتُ أشرب قهوتي باردة و مرّة.
بالتأكيد؛ مازلت أحبّ أن أشربها أمام وجهك
و مازلت أحبّ أن ترتشفيها معي
و سأبحث، كما كنت يوما، عن موطئ شفتيك على حافّة الفنجان...
نعم؛ لقد تغيّر كلّ شيء
الألوان و الكتب التي صرت تقرئينها؛
غابت أصص الحبق و القرنفل؛
صارت المرآة المعلّقة على جدار البهو أصغر
و صرت تكتفين بخفّ و بحذاء رياضيّ !
أأنت متعبة؟ !
ما عدتِ تطيقين السّهر؟ !
السّاعة الآن...
حسنا؛ لا بأس؛ سأنصرف و شكرا على كلّ شيء...
لا معنى لهذا النصّ .......بقلم هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
10 فبراير
Rating:
ليست هناك تعليقات: