الهجرة إلى المشرحة...بقلم حمزة الفلاحي / ليبيا

الهجرة إلى المشرحة

هجرتُ وجهكِ الطازج
كقطعةِ حلوى
وجهَكِ النظيف من أثرِ الدموع
وجهَكِ الوديع كضفةٍ خضراء
الدافئ كأغنيةٍ أمام البحر
لأنامَ في حطامِ المراكبِ
التي لا تصلْ.
لأخطوّ على الأرصفةِ الباردة
وأسكنَ الأزقة الحزينة
هجرتُ وجهكِ المدلّلْ كتهْويدة الرضيع
الهادئ كسحابةٍ بعيدة.
لأعانقَ الخطرَ في شوارعِ موتي
لأطفئ النهارَ في كأسي
لأشربَ الليل الطويل في حاناتِ العاطلينْ.
وأقذف زجاجتي الفارغة في وجهِ المدينة
لا أريدُ لخيالي أن يسافرَ بعيداً
عن عربدة القذائفِ تحت عظامي
عن صدأ الذخائر بين أصابعي
بعيداً عن أحذية الجنود
لا أريدُ لقصائدي أن تبدو غبيةً
كأزهار الجنائز فوق المقابر
وسخيفةٍ كجثةٍ مبتسمة
لا أريدُ للطبيب الشرعي
أن يكذبَ على وجهكِ البريء
على بكاءِ أُمي
عند تشريحي
ويخبركِ أنني متُّ سعيداً.

حمزة الفلاح
#الملف_الليبي
التصميم و النشر في مجانين قصيدة النثر
                سمر لاشين