أبحثُ عن الليل بأغنية و _الرجلُ المسنُّ... بقلم نوارة خنسة سوريا
_الرجلُ المسنُّ الذي تركتُه على المقعد وحيداً
أمشي اليوم إليه بستين جرحاً
وذاكرة شابة وعصاة ألم.
_المرأةُ التي كرهتُ صراخَها
تصمتُ حواسي أمام نجاحِ طفلها
وأصفقُ للضجيج بحب!
_المدرسةُ التي نسيت طريقها،
تعلمني بقسوةٍ ما ثلث أحزاني ، وما المرادف للوجع هنا
وبأن التاريخَ حينها كان أصله جغرافيا وأنا أحاولُ فلسفة الأمر!
_أمي تكبرُ في أشيائي
أحبو أولى خطواتي لعمرِها
فأسقطُ وأنا أتمتمُ على يديها
أريدُ قوةً لأشبع!
_ الساعةُ السادسة توقظُ المنبه كل خمسِ دقائق جائعةً،
كأبي الذي يشربُ الشايَ مع الصباحِ كل يوم!
_صوتُ العرافةِ يضحك ساخراً كلما رأيتك،
القدرُ أعلى، وكذب القلبُ وإن صدق!
_أحبني شابٌّ قطع اسمي وعداً وعداً
ينادي طفلته اليومَ ولا تسمعُه
سقط الوفاءُ صامتاً
ووفياً .
_أكبرُ في مدينتي التي تولَد مني كل دقيقةٍ بلا يدين
تمسك بي بشوارعها!
بدكاكينِها
لا أستطيع تربيتها،
ولستُ جيدةً في طهي حبّها آكلُه نيئاً
_يقطفني وطني عن أغصانِه،
ويتفتحُ مشوهاً بلا رائحةٍ على الورق
"أعدُّ على أيامي كم مرةً حاولتُ إثباتَ الشيء بفرضِه،
فكنتُ رقماً حيادياً
وكان الوقتُ برهاناً قاطعاً
وجواباً صحيحاً".
▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪
أبحثُ عن الليل بأغنية،
ثم أعثرُ على بقاياه خلف ظهري.
صنبور الماءِ لا يغني،
أنا_ومن شدةِ خوفي_ ألجأُ لموسيقاه بألمٍ
لا أمان دون قطرةِ نغم!
النافذةُ ترسلُ،
البحرُ يرد،
أتأرجحُ على حكايا المطر
بأولِ تثاؤبٍ للسماء
الغيومُ غاضبة،
ستصرخ
تقفُ الأشجار دون عصافيرِها بحزن،
حفيفُها بركانُ صمتٍ لا يهدأ!
الماءُ
القهوة
حرارةُ الرغيف
أخبارٌ سياسيةٌ باهتة
لا جديدَ فيها إلا عناوينها !
فيروز ..
تصفقُ أغانيها لك وتردد:
"يا حبيبي أنا عصفورة الساحات"
وأنا أراقصُك معها بأن
"حبيتك، مابعرف وين".
تعبرني نسمةٌ تحملُ رائحةً من شارعِك
من باب منزلك
غرفتك
سترةٌ سوداءَ ووشاحٌ أحمر!
سؤالٌ دافئٌ..
يردّ الجبل بأن ساعتين للوراء تكفي ل إزالةِ الثلج عنه!
عبثٌ
فوضى
كركبةُ أوراق
وأسطر
أحرفٌ هنا وهناك
تعودُ عاماً لتُرَتب!
عيناك هنا ..
أصيصُ نورٍ يروي ليكبر !
لا حظّ لي مع الرقم خمسة
هكذا أستريحُ مع اسمك.
تترنح شرفتي ،
أمسكها
فأقعُ وتضحك!
أركلُ الحلم قليلاً
لا أحد يسرعُ ليمسكَ به،
يطلقُ الصباح صافرته
وأردد .. كان الليل هدفاً خادعاً
كان الليل متسللاً إلي!
▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪
أبحثُ عن الليل بأغنية و _الرجلُ المسنُّ... بقلم نوارة خنسة سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
09 فبراير
Rating:
ليست هناك تعليقات: