لسْتُ أنا منْ يكتبُ هنا ...زكريا شيخ أحمد / سوريا

لسْتُ أنا منْ يكتبُ هنا ،
فأنا لسْتُ موجوداً هنا لأكتبَ
و منْ ليس َموجوداً هنا لا يمكنُهُ الكتابةَ هنا .

أنا الغيرُ موجودٍ هنا أبحثُ عني لأجدني
لكن أينَ أنا ؟
ربما أكونُ مقتولاً أو ميتاً
و لكنَ هذا لا يعني أبداً أني ما كنْتُ موجوداً
فأين كنْتُ موجوداً أنا ؟

لكي يمكنَكَ أنْ تعرفَ أنَّ شخصاً ما كانَ موجودا
عليكَ أولاً تحديدَ الأماكنِ التي منَ الممكنِ
أنَّهُ كانَ موجوداً فيها .
لا أقصدُ هنا البحثَ عن جثتي ،
فجثتي قد تكونُ تحولَتْ لرماد ضائعٍ .
أقصدُ البحثَ عني كرَقَم ٍ أو إسم ٍأو نقش ٍ
أو رسم ٍ مرسوم ٍ على جدار ٍ من جدرانِ التاريخِ .
هكذا تضيقُ دائرةُ البحثِ و عليكَ حينها
البحثُ في المتاحفِ أو في المواقعِ الأثريةِ فقط ،
لكني على يقينٍ تامٍ
أنَّكَ لن تجدني في أيِّ مكانٍ ذكرتُهُما
و لا في أيِّ مكانٍ آخرٍ ،
لأنِّي عشْتُ و متُّ بصمت ٍ
لكوني كنْتُ شخصاً منْ عامةِ الشعبِ .