الضحك ،آخر من يضحك ...بقلم أيمن رزوق / سوريا
الضحك ، آخر من يضحك
" يوم أول ،حَجِر صحي "
الغرقى ،يغادرون سرير النهر ، مبلّلين بضحكاتهم الأخيرة ،من غير أسئلةٍ تذكر ، ولاسراويل..
الغرقى ، لايجيدون استعمال أدوات الوقاية ،ولايثقون بإرشادات الحكومة ،ولا بالقش .
...
النديم ،الذي يرافقني غداً على سرير الغسيل الأخير ، سيفرح حين تصله " بطاقة دعوة " لنكون معاً حتى ينتهي الكأس الأخير ..
النديم ، الذي سيبقى مقعده فارغاً ،بلا إسم ولا عنوان ، ريثما ينتهي الجلادون وعمال المقابر من طباعة صورهم على " النسخة الأخيرة من الدولار " وينشرونها على حائط المدينة الفارغة ..
...
الأحياء ،يقدمون طلبات انتساب جديدة ، للحزب الذي سيفوز في الإنتخابات ، على ولايةٍ أولى لحكم " المريخ " والشركات العابرة للشمس ..
الأحياء ، مثل الموتى ،يتكاثرون بالتلقيح ،ويبيضون شعارات وفلسفات وأديان وأغانٍ وطنية وأحزاب حاكمة وأحزاب معارضة ، وتصفيقٍ وجماهير وأممٍ متحدة وبنكٍ دولي و" كورونا " ..
...
الفراغ ، سيرغم النساء والرجال ، أن يلعبوا " البلياردو " مع حرص شديد ان لا يتلامسوا ،وأن لا تكون " الكرة " الأخيرة قد سبقتهم الى سرير " الحَجْر الصحي " وغافلتهم بأكاذيب جديدة ،عارية ..
الفراغ ، سيساعدكم على قراءة هذه " الرواية " حتى آخر ريق في حلق الموسيقا ،ويهزمكم في السطر الأخير من الورقة البيضاء ويطويكم " الغلاف " الجوي ، كما طوى اللذين من قبلكم ،وانتم غافلون ..
...
الضحك ، آخر لوحات الرسامين السرياليين في " إطار " بدائي أو بدوي ،على جدار مغارة ،قبل اكتشاف النار ،وبعد ممارسة الجنس الأولى ..
الضحك ،آخر من يضحك .
الضحك ،آخر من يضحك ...بقلم أيمن رزوق / سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
23 مارس
Rating:
ليست هناك تعليقات: