لقطةٌ من سيرةٍ لَنْ تُكْتَب و نصوص أخرى للشاعر المغربي حسن الخندوقي
لقطةٌ من سيرةٍ لَنْ تُكْتَب
مات أبي
و قد خلف ما يمكن أن يشكل قبيلة صغيرة من الناس
تسعةَ أبناء
تسعةَ عشر حفيدا
و من أبناء الحَفَدَةِ أربعةَ عشر
و سيرةً من الذكر الحميد
و سوف أموت
و لم أخلف سوى
ابنةٍ واحدةٍ وحيدةٍ
مفجوعةٍ بِي
و سيرةٍ من الحَسَرَاتِ
و الأسرارِ.. ستأكلني في لحدي
كالحَشَراتِ
و ركامٍ من الأشعار
لا يعرفه أحد
ليس هذا ما يؤلمني و يفزعني
بل الألم و الفزع اليَفْتَرِسَانِني
كَامِنَانِ في كَوْنِ أبي قد مات
و لم يعلم أن له من الحَفَدَةِ
عشرون و ليس تسعة عشر !!!
ح - خ ( ابن الزاوية )
▪ خواطرُ لغوية
صهوة اللغة شاهقة
شاهقةٌ جدّاً
صعبة المرتقى
" يَزِلُّ الغُلامُ اللِّبْدُ عن حالِ مَتْنِها "
اللغة فرسٌ أصيلة
حُرَّةٌ " لا تأكل بثدييها "
و لا تقبل العَدْوَ و لا الخَبَبَ
في حلبات الرهان
اللغة امرأة فاتنة
لها زِنْدان
يضمان الفارس النبيلَ
النبيلَ فقط
و بملء كفيها
تصفع قطاع الطرق
و بالقدمين
تركل المرتزقة
اللغة ذِرْوَةٌ شاهقة
لا يتسلقها إلا القوي اﻷمين
و تقطع أنفاس الجبان و العِنِّين
اللغة غابة
لا تقبل اﻹختباء
خلف أي شجرة
اللغة جوهرة
مكنونةٌ في صَدَفَة
لا تجرفها تيارات التفاهة
اللغةُ نسمةُ وحيٍ مُقَطَّرَة
من رحيق الجنان
حروفها.. يَمِينُ الله
اللغة عروسٌ
لا تفقد عذريتها أبداً.. أبدا...
كما الحور العين
يزوجها الله
لمن يشاء
و لمن يشاء
يباركها الله...
.. آهٍ.. آآآه...
كيف السبيل إلى مَهْرِ حروفٍ
تُخْرِجُ ما بي من وجعٍ
و ما بي من وَلَهٍ
و ما يَلُفُّني من اشْتِباه
ح - خ ( ابن الزاوية )
● مِنْ وَحْيِ الحَجْرِ و المَرَض :
منذ أن اخْتُرِعَتِ الساعةُ
لم نسمع أن العَقْرَبَيْنِ و الرَّقَّاصَ
قد اشْتَكَتْ من الحَجْرِ
و هي السَّجينَةُ
في دائرةِ الرُّخامَةِ
بل تُحْصِي الوقتَ
بِدَأَبٍ يُشْبِهُ المَحَبَّة
و ها هو الطِّينُ الحقيرُ
بعد أيامٍ قَلَائِلَ
يَمْلَأُ الكَوْنَ شَكْوَى
و يَلْعَنُ الوقتَ
و هو الطَّليقُ في دائرةِ الأرض
( يُبَرْطِعُ ) منذ الأَزَل !!!
ح - خ ( ابن الزاوية )
▪ إِشَاعَة...
قالوا : هذا شاعرٌ مبدعْ
أرفض هذا الوصفَ المُقْذِعْ
أنني مجرد تَنُّورٍ لحرفٍ مُوجَِعْ !!!
لا تَصُبُّوا عليَّ الماءْ
يطربني هذا اﻹكتواءْ
فَلْتَتَفَرَّجُوا فقط
إني أرقص محتضراً
على الجَمْرِ
كَحَبَّاتِ الكستناءْ
ذا أنا ، بقايا إنسانٍ
يَتَقَنَّعُ رَمْزَا
لِمْ لا أحس مِنْ أحدٍ
و لا أسمع رِكْزَا ؟؟؟
لا أسألكم ( نَكْزَا )
فأنا أَبْخَلُكُمْ
و العاقبةُ لِلْمَغْزَى...
كلما فقدتُ نفسي أكثرَ
فقدتُ شهية الكلامِ
و انْفَضَّ من حَوْلِيَ الأصحابْ
أَ مَا كان أَوْلَى بهم
أن يَلْتَفُّوا حولي
ربما أهتدي إلى لغتي
و إلى حقيقتي
في نهاية الكتابْ...
ح - خ ( ابن الزاوية )
فقط ، لو كنتِ معي
أو أنني كنتُ معكِ
و لْيَدُمْ هذا الحجْر
إلى كِتابِ الأَجَل...
الحياةُ دونكِ عذابٌ
و هذا الحجْرُ غَرَامُه
ح - خ ( ابن الزاوية )
لقطةٌ من سيرةٍ لَنْ تُكْتَب و نصوص أخرى للشاعر المغربي حسن الخندوقي
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
22 أبريل
Rating:
ليست هناك تعليقات: