حتّى لا تسخر منّي وحدتي ...بقلم هيثم الأمين / تونس
قرّرتُ أن أصير رجلا عابثا؛
رجلٌ
لا يؤمن بوحدانيّة امرأة في الحبْ
و سأحبّ كثيرا جدّا.
سأحبّ ضفّة نهر رمليّة
لا ينبت فيها القصب،
ضفّة ملساء
كفخذك المبلّلْ.
سأحبّ ربوة صغيرة
و أسفل الرّبوة كوخ صيّاد فقير؛
صيّاد يفتحُ صدره للرّيح كلّ صباح
و لا يذهبُ للصيدْ
كنهدك الأيسر و تلك الشامة التي تزيّنه.
سأحبّ الحانات الشّعبيّة،
حانات لا تبيع إلّا النبيذْ
و تهدي زبائنها الكثير من السّكّر
كجلدك الخمريّ و أنا أقبّله في حلمي.
سأحبّ، أيضا، بحيرة صغيرة؛
بحيرة بشساعة سرّتك.
سأحبّ
كلّ مدينة لا تفتح أبوابها للغرباء
و تضحك قليلا جدا حين يصيبها الصّداع.
سأحبّ
ملاعق السّكّر الصّغيرة
التي تشبهُ أصابعك
و أدسّها في قهوتي المرّة
و في أكواب الشايْ.
سأحبّ كلّ الموسيقى الجميلة
و الكرز.
سأحبّ مدينة للملاهي
تستقبلني كطفلٍ ملكْ
و سأحبّ عينيكِ
و حين أكون وحيدا جدّا
سألملم كلّ ما أحبّه
فأراكِ
و لا تسخر منّي وحدتي.
حتّى لا تسخر منّي وحدتي ...بقلم هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
15 أبريل
Rating:
ليست هناك تعليقات: