يمكنني ارتكاب الحماقات و نصوص أخرى للشاعرة منال أحمد / البحرين

يمكنني ارتكاب الحماقات
نسيانها بسرعة
ثم تكرارها بشكل أسرع
لكن المرء
لا تصقله المُتع العابرة
ومباهج الأيام الخفيفة
هي تلك المعارك الطاحنة
الآمال المدهوسة تحت سنابك الأسى
الأبواب التي تخبئ خلفها أبواب أخرى
والطرق التي لا تأخذ لمكان
 أقف على طرف العالم الحاد
أحسب الخطى الممكنة التجاوز
دون ادماء قدمي
أو الشعور بحرقة تلك الحدة
وهي تنغرس في جلدي.
خوف يربي صبر بليد
على الجدران
كل الوقت يراقب ما لا يحدث
ينقل ارتعاشته بين التصدعات
والشقوق
يتهاوى أول جدار
ثم آخر ثم آخر
يجلس على تلك الأنقاض
يمارس لعبة التحديق المملة
في اللاشيء الكثير
بمتعة عظيمة.
.....................................

بطريقة ما
تدفع المدينة نفسها في الفكرة
تقفز من نومها محمومة
يتصبب من جبينها ماءٌ يابسٌ
والمزيد من الأيام العقيمة.

اليوم أيضًا
عليّ أن أطهو طبقًا لذيذًا
كي يبدو العالم أقل بؤسًا
وتنام العصافير على رائحة مزاجي.

يسقط من الملل مشهد جديد
يأخذ رأسي بتلوين الأيدي المرتخية
الأجنحة الملتصقة بسقف المنزل
والمسافات المطوية
 بين فساتيني القديمة في الخزانة.
............................................

ما أن انقطع نَفس الظل
سرق التعب أول تلويحة
قلب يهرول في السراب
خيال عطش لا ينقطع
ندبة تُمسك بشريانه
تدور بإزميلها القديم
في العمق
تحفر موتًا عظيمًا
سلامًا مشوهًا
وأنينًا مزمنًا في الموسيقى
تصنع تمثالاً
يقف
حول فكرة الانتظار
تثرثر عنه النوافذ
ومحطات الأمل القديمة
على طرف الحب.
........................

لم يكن الموج ذنب الملح
ولا الرمل خطيئة الخطى
لكن آخر غيمة شربت مني
خطيئة النسيان
حين آلمها وجع العاصفة
أسقطتني
أنا البحر الهادىء القديم.
................................
الفراغ يتدلى من سقف المكان
أرجحته البطيئة بين الجدار والجدار
تنصله الثقيل من الجزء المفتوح للنافذة
حركته الواقفة كغبار قديم على كتاب مغلق
صورته المفقودة
صوته المطمور
شكله اللامحدد
أشعره ،أراه،ألمسه وهو يلتف حول عنقي
الفراغ الذي يتدلى من سقف المكان
يبرع في أن يكون "مشنقة"
..................................
كم بذلت
وأنت تُسقط قلبك من اصبعك على الماء؟
الغرفة مظلمة
كل الأحجار التي رميتها لم تصنع جسرًا
في الجانب الآخر
الشمس تنتظر
سنشتري شريطًا لاصقًا اليوم
ونمسح البحر من الجدار.
الليل في عيني عميق
توقف عن لمسه وحاول النهوض
لقد انتصف النهار.
........................

صراخٌ من هناك
 على الأرض
قنينة عطر تتناثر
صوت انكسار الرائحة
أسمعه هنا
هذا مؤلم جداً
(كوبان من الطحين ، ملعقة خميرة، ملعقة سكر وزيت
والكثير من الحليب الدافئ)
على هذه الأصابع أن تتلطخ،
تغوص ،
تشهق وتزفر
أن تدفن هذا الضجيج؛
يبدو الرغيف قبرًا شهيًا وهادئًا.
.......................................
#تحدي_كُتاب_الحجر

قبلت التحدي من الجميلةSyrine Bechikh

مرهقٌ من استدارة الوقت
تقلقك شيخوخة العالم
وضآلة الوقت في الأيام
‏كم مرة تألمت
‏حتى أصبحتَ
‏على هذا النحو ..جافاً
‏ يداك اليابستان على جانبيك
‏تُحدّق أمامك طويلاً
‏كما لو أنك تقفُ في لوحة.
تقتطع من زاوية المكان ظلاً للاشيء
تسرد على الجدران قصصك
تنام كثيراً
لتقتل من يصرخ في رأسك
تصحو للتخلص من صمتٍ ما
لستَ وحيدًا
تفرط في  الثرثرة مع الآخرين
انك جميعهم
جميعهم أنت
بلسان يمضغ الهواء
تُخبرهم أنك بخير
تنتقل للتطبيق الآخر من هاتفك
تبحث عن أسرع الطرق
 للتخلص من الوزن الزائد
والحياة.