قرية نائية ...بقلم هيثم الأمين / تونس
أنا رجل متوسّط القامة
و بدين
أبدو
كقرية نائية تتدلّى على صدر جبل
كتعويذة شيطانية لجلب الفقر و السّياسيّين في فترة ما قبل الانتخابات
قرية فيها
دكّان واحد كتب عليه بدهان أحمر
" مغارة علي بابا"
أسفل العبارة كُتب بنفس اللون و بخطّ أكبر
" الكريدي لا"
في الدّكان يُباع السّميد و الطماطم و الشاي و السّكر
و يمنح الملح بالمجّانْ
فالملح ابن هذا الجبل.
في الدّكان لا تباع الا ماركة واحدة من السّجائر
و مسامير لتثبيت أخشاب السّقف و لتثبيت الأقدام في الجبل
فهنا،
كلّ الانزلاقات واردة.
في الدّكان، تباع، أيضا،
أقراص فوّارة لعلاج الحمى و الصّداع و الاكتئاب
و يباع مرهم عيون
لعلاج ما تنقشه، من ذكريات، المسالك الترابيّة على الأقدام الحافية.
في القرية كلبتان لا تكفّان عن العواء
و ماعز أبيض
و فضائح تكفي لعبور الليل دون ضجر يُذكرْ.
هنا،
ترتدي القرية معاطف من ريح
و تنام في العراء كلّما بكى الجبلْ
و يولد الأطفال و على أكتافهم خاتم النّزوحْ
و أنتِ
مدينة جينيف حين تشرق الشمس
و أنا رجل لا يحلم بالهجرة
و لا أحمل اسما واضحا أكتبه على جواز السّفر
لأزورك سائحا
أو كرجل وطنيّ جدّا يعاني من تضخّم في حسابه البنكيْ...
هل في جينيف جبلٌ
يتبنّى قرية نائية
فيها كلبتان لا تكفّان عن العواء؟ !!!
قرية نائية ...بقلم هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
22 مايو
Rating:
ليست هناك تعليقات: