نصان للشاعر و الروائي هنيبعل فايز كرم / لبنان

كيف تظنّين أنّ الحربَ في أرضنا
انتهت؟!
هل تنتهي؟!
والأوراقُ في زوايا الشّوارعِ،
مَن لمَّها قبلَ أن تعصفَ
الرّيحُ في معطفِ الشّتاء؟
والأسماء...
الأسماءُ المنسيّة على الجدران،
وبائع الزّيت والصّابون والقطران...؟
كيفَ تظنّين أنّ النّشيد
ضمّدَ الجرحَ بقصصِ الحبِّ
والشّهداءِ
وانتصر؟!
والدّمعُ على وجه الجريدةِ
والصّباحُ، والأحلامُ، والسّفر...
كيف تظنّين هذي البلادَ استيقظت من جديد؟
وأنّي غلبتُ خوفي من أزيزِ الرّصاص...
من الحديد...
من العتمةِ في صورةِ امرأةٍ
أصابها اكتئاب؟!
سيأتي زمانٌ
أبوحُ فيه لزورقٍ أقعدَهُ الانتظارُ
وأعياهُ السّفر:
كنتُ هناك... أطلُّ من حفرةٍ
بين جيشين،
وكان قلبي
على شبّاككِ غيمةً،
كلّما دندنَ على شفتيكِ الياسمين،
استيقظَ الحبُّ
وانهمر المطر...
--------------------------------------------

على سكيني، تلمع الشمس،
أشحذها...!
أزرع فكرة
في خوذة جندي مات
بعد الحرب من السأم...
أو... شجرة أسقيها الجرح
نصف تراب... نصف دماء!
شجرة تستحق ألا يسخر أخي
من جديتي في طلب الماء...
وطبيبي من حلمي الملقى
بين ورمين قديمين،
أبحث عن أرض تستحق نبيا جديدا
يرقص في الفناء الخلفي لغبائنا الذكوري...
هناك... أرى أمرين قذرين:
أن تلمع الشموس على سكاكين صدئة،
ووجوه البؤساء الذئبية في الظلام...