عندما يصيح الديك ...بقلم هدى جهاد / العراق



عندما يصيح الديك
        ترسم السماء
أجنحة للحقول
__________________________________

تدور العيون في محاجرٍ حزينة
من خلف النواعير
لديكٍ مغرور
مزهوٍ منفوش الريش
جاب الحقل
متبخترا

وآخر
ينزلقُ الهواء
على ملامح وجهِهِ
 المجهد
يستمع لأنين الرياح
في ليالي الشتاء
يزعق
 بمرارة شديدة
لماذا
عندما اشتهي النفض عن اجنحتي
تفتك بي الأشواك ؟

دجاجةٌ
تسترق النظر لصياحه من نافذة
القنّ الضيق.
كقط  خائف يبحث عن منفذ
بعد احتجازه
في كيس القمامة
تطحن الكلام في منقارها
قبل النطق به
تهمس
احملني في عينيك البحريتين
آخر الصبح
لا تدعني انتهي غرقا

في سمائي القريبة اصوات تدق
ودخان السجائر ليلاً في الظلام
يرسم
قافلة من جثث الأمواج
تأكل نصف اعشاش الغيوم
فاختبىء
في ارتعاش  المياسم 
كأعشابٍ تدفعها الريح
 فعندما يصيح الديك
ترسم السماء أجنحة للحقول

حمامة
تحاول الطيران
هربا
لم تفلح
قدمت نفسها للضفاف
وكتبت على حواف النهر
سأعود
حين تورقُ معاني السنابل
ويفيض وجه النهر

أشير ُ إلى الغيم فيحني طرف الأفق جبيناً
اقبلهُ
وانحدر عند فجرٍ غامض
اقرأ في الرمال تحت النجوم
خارطة
تلملم ضياع
الليل المنبوذ
في ارضٍ تحكمها الذئاب.

هدى جهاد
عندما يصيح الديك ...بقلم هدى جهاد / العراق Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 29 مايو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.