أعرفُ تماماً ما يُقلقك ...بقلم بقلم عبدالله بليجان السمعو/ سوريا
_ كُلُّ الطُّرق التي اخترتَهَا احتاجت نَفَسَاً طويلاً منك
وكأنَّك تُريد تثمين شيءٍ ما بالجهد المبذول من أجْلهِ
لم تبحث يوماً عن الوصول
خوفاً ألّا يكون الأمرُ بهذهِ المُتعة
كُنتَ دؤوباً دائماً بالتَّركيز على افتعالِ مشكلةٍ ما
من شأنها أن تجعلَ الطَّريقَ هضبةً عالية
ثم تبدأ بالصعود وأنتَ تلوّح أنَّك قادم
هكذا كُنتَ تُغذّي خسائِركَ المُفتَعَلة
وتنجحُ دائماً بالحصولِ على سيناريوهات دراميَّة
_ قد تصِل قدماكَ إلى خطِّ النِّهاية
وأظنّها فَعَلَتْ ذلكَ عدداً لا بأسَ به من المرَّات
لكنَّ قلبكَ لم يفعل
لطالما توقَّف قبل نهاية الخطِّ بخطوةٍ أو اثنتين
شيءٌ من السَّأمِ كان يدفعهُ لفعلِ ذلك
ثمَّ يبدأ بالتّراجع وكأنَّ فجوةً تكبرُ أمامه
_ أذكرُ مرَّةً أنَّك قفزتَ بقلبكَ فوقَ هذه الفَجوة
غير أنّكَ لم تقف بعدها لِتُعلنَ انتصارك
لقد تابعتَ الرّكضَّ خوفاً من الانتصار
لأنَّكَ لن تستطيعَ تحملَّ الهدوءِ الذي سيكون بعدهُ
لقد اعتادت حواسكَ على الصَّخبِ كُلَّ هذهِ السِّنين
ولن أتفاجأ إن قُلتَ لي
إنَّ الانتصارَ يعني هزيمةَ الجزءِ المهيب من الحكاية
_ لقد حظيتَ بأشياء مدهشة حقّاً
وجرّبتَ الكثير من الأمور
الّتي يطمحُ الكُثُر بتجربتها
سلالِمُ بيانيَّة لمختلفِ العتبَات صعدتها جميعها
وانزلقت مِنها جميعها
غير أنّكَ لم تَصِل للخللِ العبقري الذي يجعلُ الشَّغفَ كمفترسٍ في حالةِ جوعٍ مُستمِر
لهذا لن أسألكَ لماذا تُغالي في صمتكَ وتأمُّلِكَ للأشياء
ثمَّ تحليلها بلسانٍ مقطوع
_ أعرفُ تماماً ما يُقلقك
فخسارةُ اللمسةِ الأخيرة ستكونُ خسارةً حقيقيةً لا مُفْتَعَلة
نعم إِنَّها الحدثُ الأساسي الذي يستحقُّ أن نُطلِق عليهِ اسم اللمسة الأخيرة
ولا أستطيع القول إنَّك لا تعرف هذا
فأنت تعرف في قرارةِ نفسك أنَّ هذه الفتاة هي اللمسةُ الأخيرة التي افتقرت حياتُكَ لها
فاقفز بقلبكَ هذهِ المرَّة
وقِفْ بين يديها
أعرفُ تماماً ما يُقلقك ...بقلم بقلم عبدالله بليجان السمعو/ سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
26 مايو
Rating:
ليست هناك تعليقات: