فوبيا الحمّام ... بقلم هيثم الأمين / تونس
بالأمس،
رأيت، في نومي، أنّ رجلا أعرفه قد مات !
اليوم،
الرّجل الذي أعرفه
و الذي رأيتُ، في نومي، أنّه قد مات
مات !!!
غدا،
صباحا، سأحمّمُ أبي
و سأسأل، كالمعتاد:
من سيحمّمني
إن أُصبت كأبي و جدّيّ و خالي و خالتيّ بجلطة ؟ !!
لم أدخّن إلّا نصف علبة سجائر خلال ساعتين
و لا ارساليّات جديدة وصلتني !!
سيّارة الاسعاف حملت الأمل إلى المشفى !
ربّما، كان يعاني من ضيق في التنفّس
أو، ربّما، حاول الانتحار !!!
لا ارساليّات جديدة وصلتني !!!
غدا، صباحا، سأتشاجر مع أبي؛
سأقسم له أنّ الماء دافئ
و سيصرّ، كعادته، أنّ الماء بارد
و أنّ الشّامبو قد دخل في عينه اليمنى
و سيبكي
و سأغضب جدّا لأنّه لا يجيد استعمال اللّيفة
و سيغضب جدّا
لأنّي أفركه، بقسوة، بالليفة !!
لا ارساليّات جديدة وصلتني
و الأمل لا يردّ على الهاتف
و بارد جدّا
الرّجل الذي رأيت، في نومي، أنّه مات... و مات !!!
المطبخ، حيث سأحمّم أبي، شاسع جدّا
و قدمي،
الملفوفة في الشاش الطبيّ منذ عام،
يجب أن لا يصلها الماء
و هذا العيد لا يحمل الحلوى في جيبه
و لا يقدّم الدّمى، هديّة، للأطفال العالقين في غرفهم
و سيّارة الاسعاف، في الموقف، تضع طلاء الأظافر و تدندن
و لا ارساليّات وصلتني...
ألووو؛ ألووووووو؛ مرحبا؛ هل من جديد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
" هاتف مخاطبكم مغلق حاليا"
أقسم لك أنّ الماء ساخن يا أبي...
حسنا، لن نضع الشامبو اليوم...
حسنا، لن نستعمل الليفة اليوم...
الرجل الذي رأيت، في نومي، أنه مات
بارد جدّا
بارد كقلب رجل، لا أعرفه، يحمّمني، بعد عشرين عاما، و يضحك.
فوبيا الحمّام ... بقلم هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
22 مايو
Rating:
ليست هناك تعليقات: