المرأة المرآة ....بقلم هيثم الأمين / تونس



المرأة المرآة
ــــــــــــــــــــــ
هل ستنام، الليلة أيضا، خارجي؟ !
ستذهب إليها، كعادتك!
ستحلِقُني عن وجهك
و عن صدرك
و في ركنك القصيّ عنّي،
بجانبي على الأريكة،
سترتّبها في قصّتك كما تشتهيها!
ستختار لها
تسريحة شعر لا تعاندُ أصابعك القصيرة،
تنّورة قصيرة خضراء،
قميصا أبيض شفّافا
و ستعمدُ لإتلاف زرّ ياقته
و الزرّ الذي تحتهُ
و الآخر الذي تحتهُ!
و قد تختار لها حمّالة صدر سوداء
لتبدو بشرتها النبيذيّة أكثر إضاءة
ثمّ، كعادتكَ، حين ستنتهي من ترتيبها
ستبتسمُ
و ستسهرُ معها طولَ أرقِكَ! !
و أنا
سأجلسُ وحيدةً،
في قصّتي،
أتابعُ شغب أصابعكَ، ارتعاشات شفتيك،
زوغان بصرك
و آخر ما تبثّه سحّابة سروالك من أخبارْ!
يحدثُ أن أهرب منك
إلى حسابك الفايسبوكيْ
لأبحث عنّي
في قصائدك التي كتبتها لي/ لأجلها!
عطرها الذي لا يشبه عطري
يفضح حضورها
و يفضحكَ
و نهدها الأصغر من نهدي... يفضحكَ!
يا منْ
مازلتَ تخلطُ بيني و بينها
و تحبّ اسمي الذي يطابق اسمها
و ربّما، تحبّني
تأكّدْ
أنّي لا أكرهها.. و أحبّكً
و لا أحبّها.. و أحبّكَ
و تأكّدْ أنّي لا أغار
من خيال امرأةٍ عبرتكَ كما تعبرُ رجلا، في الحربِ، رصاصة.
نعم؛ تُعجبني
خدعتك النبيلةُ
حين تراها على صفحة أنوثتي
و لكنْ
يا طفلي الكبير
ستنتهي، يوما، سكاكري
إن أنت، يا حبيبي، ما زوّدتني بسكّر حبّكَ
و يومها
ستجلس في ركنك القصيّ، في قصّتك
وحدكَ
فلا هي ستأتي
و لا أنا سأكون بجانبك
لأنّي
أنا
المرآة التي تصوّرها لكَ
لتبتسمَ! !
المرأة المرآة ....بقلم هيثم الأمين / تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 17 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.