إثنا عشر نص للشاعرة السورية أفين حمو


عن الذئب الذي في قلبي

على عتبة مطبخي
يتحول ضيق المكان
إلى خواء واسع
غابة لم يسكنها أحد قط
مدهش انتظام اشجارها في المدى
لوحة للحياة بألوان قوس قزح
هناك ...
لا تحتاج إلى جهد كبير
كي تفرح
او تقطف العنب
او الضحك
تستطيع بالرقص
ان تنسى الخراب
هناك ...
المكان يكون نقطة ارتكاز للعالم
والخرائط تبرز بدفق الخفقان
الاضواء تشع على الطرقات كالبشارة
في مطبخي
اصنع من جسدي تحفا صغيرة لك
استدل على  ذاك الصوت المرئي لحواسي
واطعن حواسي الخارجة عن سلطتي
طعنة بالظهر
اقذف بها  خارج الكواليس
ابحث
اتطفل على المناطق المظلمة في عقلي
فأنير عتمة كهوفه العصبية والادراكية
أخبر النساء المختبئات تحت ميلامي
عن حماقاتي في الليل تحت ضوء القمر
عن الذئب الذي يعوي داخل قلبي
وهو يبحث عن وشم الشمس بين جدرانه المعتمة بادخنة غبار السنين
عن اصابعي اللا مرئية وهي تجمل وجوها خدشتها العتمة
 هناك ...
انتعل كعبا عاليا من المشاعر
بمفردات خارج المجاز المحنك
تكتبني قصيدة
انا ذاك المرئي من الأبواب والنوافذ والمقاعد الخاوية دون غيري
أكون كزهرة اللوتس البيضاء
في وسط غابة ممطرة
========================

نص بعنوان القبعة

قبعتى المائلة الى جهة الجدار
تغسل وجهى
تطحن أفكارى
تثبت رأسي بالاوتاد
ترسم داخل جمجمتي 
حين الكرى الأحلام ولجة الألوان
و تحمل عنى
اشلاء المنفي تتحدث بدلا عني 
فاصمت وتكون لجهنم قلبي المفتاح والدواء
 
*****************

والله انك مسرف في الغموض
مثير للدهشة وباعث على الأسف
لماذا  تسلخ نفسك وتصب نجاحك
لخرقة عفنة .....
تلك التي تريد التهامك
اوتسعى للنيل منك لترفع مقامها فوق مقامك
******************

قبعتي يا أمرأة
حاذقة ماهرة 
تعرف كيف تغزل حروف القلب فتزهره
وورود الشعر فتاسره
تعبر بي إلى رواق المستحيل
حفظت طقوس اللغة  وأحواله
سطوعه ....وافوله
انا لست سوى مدون لافكارها
وبدونها اكون تائها
أخاف النص اذا أبحر
واغرق في معانيها
هي لي المرسى على البر
كيف  اسلخ نفسي عنها
وهي الأرض والمعبر
وبدر الحرف اذا اقمر

******************

لماذا تجاهر بجنونك 
وتصدر فتوحاتك اللغوية
لقبعة ضالة في جزيرة مفقودة
لا تلجم مجازاتك ....
ولا تكن كمسافر أحلامه هاربة
كعصفور  فقد الشجن
بعد أن انحنى لعاصفة القدر

******************

والله أحس أنها طاقة دافعة
بمجرد أن ازلتها سالقى على قفا راسي
معركة ضروس ...
بين الملائكة والشياطين
كيف ساخنث بعهدي لها
كيف ساعتذر للكائنات القابعة تحت غيمتها
ان تفكر بالموت قرب مذبح الآلهة
بأي لغة ساخبرهم أن أرواحهم ستتعذب  بزوال تعويذتهم 
اتركيني الآن ولا توسوسي لي كالشياطين
فأكون من الهالكين

******************

أنصف قلمك وانجو معه
أزل عن جسدك ملح السنين المتراكمة
أظهر شغفك الدفين
صل في شروق فجرك
لبراري وغابات مجازاتك اللغوية
فك الألغاز وبدد الأوهام القاتلة
أظهر الثقوب التي في صلعتك اليابسة
المس بيديك بين شقوقه
ستوخزك أشواك وروده
وتهزك من الأعماق
وتمطرك فوق أرضه
ثغر قصيدة
لا تجادل .. لا تسأل 
أن رأيت الحروف واللغة واقفة أمامك بكامل عريها
 اهجم عليها وانقبض
وافتك منها 
هي انانا غزالة شاردة  سيدة السماء
والهة الحب والقتال
الفجر والجمال بين ثنايا روحها الله  قد وهب
تخفي بين ميلامها
قواها الغامضة
كن على يقين
 عندما ينتصف الليل
سيزول عنك وهما من اوهامك
كنت خائفا ومترددا
من إغلاقه

##########
===================

و انت في ذاك الحيز الضيق
تسعى لعبور تلك الحافة الى الهاوية
 تسعى للمواجهة قبل أن تهرب من قلبك
كتينة بين الأقدام العابرة
قلبك ذاك القاحل الضليع بالهروب والاختباء
بينما تجلس الآن على مقعدك الخشبي الذي أكلت منه السنين وفقد  نضارته
قبالة البحر
تتأمل أمواجه المتلاطمة بعينيك النضاحتين
وشعرك ( الأكرت)
بينما انت في ذروة شرودك
تنتفض الهواجس من مرقدها
تسال نفسك ؟!
لم أنا دون باقي خلقك يا الله
قد سلطت علي آلهتك الناصعة البياض المجنحة
لتفتح علي بوابات جحيمك
لترجمني بحجارتك المثقلة
أنا الذي سعيت طوال عمري
ان أدق أبواب سماواتك بيدي المعربدتين
لأكسر وأفكك سلسلة العدم
لأخوض في البحث عن نظريات النشوء
والبحث عن المجهول
وصيغ تكوين الجن ووجود الجنة
لكن الأقدار لم تشأ أن تمنحني ولو لحظة سعادة واحدة 
ها انت ذا مكسور الجناح
وقد توغلت في جحيمك
الى أن أصبحت أشبه بإنسان يفقد ذاكرته
يقضي جل نهاره في التشرد
والتأمل والبحث عن مكنونات ذاته
تخرج من مخبٸك السري كخفاش ليل ....
تبحث في شوارع مدينتك المظلمة ....
تتجول بين أزقتها الخربة
عن نساء ذوات صدور ممتلئة وخلفيات مكتنزة
عن نساء ينضحن بالجنس والشهوة
 بيديك الخشبيتين تتحسس أجسادهن
كذئب عجوز خبير في تفكيك طريدته وفرز أجزائها قطعة قطعة
بينما غربان الليل ترفرف فوقك عاليا
ثم ما أن تنتهي
حتى تعود بقدمين متعبتين
مثقل الخطى تجر قدميك كثور منهك
من تدوير طاحونة هوائية
ها أنت تقف على النافذة
تسأل نفسك 
كنهر يجري بدون توقف
كنت أظن اني أستطيع وانا على مذبح الرب
 ان أتسلق جدارن الفردوس
فردوسك دون إزعاج الحراس
 او الجدران
ان أدق أجراس العبور
كنت تظن أنك ذاك الفاتح الذي كتب قصيدته الأخيرة على جسد امرأة هي أنا
وددت لو حطمت صورتي المتأرجحة وانت تقول :
أنا لست سوى آدم
الذي تبدو  آثار العزلة على ملامحه الشاحبة
 يحمل بين كفيه نجومه الشريدة
و بومه العجوز فوق كتفه  في طريقه الى لمقبرة
انت الذي أفنى جل عمره للشعر
لم تصدق أن من بين ثنايا لغتك
 قد ينطلق سهم
 ليخترق جسدًا متعبا الى أن كان حتفه
 بين خبايا مجاز لغتك
================================

أحلامي  مختلفة  عن أحلام الآخرين
كأنني ما بين اليقظة والحلم
رأيت......
كنا نقف بملامحنا البائسة كأشجار عتيقة يأكل منها  الدود حتى النضج
صرخاتنا لا يسمعها احد منا ولاغيرنا
 دموعنا تخترق التربة الى ذروة جذورنا
ذاكرتنا هشة ككومة قش ينقصها عود ثقاب

كأننا  أبناء آوى نئن  في البراري من الشهوة مرة
من الحيرة مرة
بيوتنا تتمايل كالاشباح
المصابيح تتارجح كانها ايقونات مهملة
قلوبنا  كانها محارق نفط
نعارك بين الوهم وعدميته وحقيقته
 تئن  جراحنا الغائرة  بالأكاذيب
ريح رمادية تصفق وتصفر
ادخنة النار تعلو الى سماء غامضة ونائية
رويدا ...رويدا
كانها ادخنة المدافىء
السماء تكفهر بالسحب السوداء
كانها يوم العرش
امهات بذاكرات فارغة
كانهن مياه متجمعة تتسرب الى ارض عطشى
هناك فقط
في العالم الاخر
لا كذب انما الفطرة تجري في العروق
انها الصراحة  المطلقة
حيث  احلام تاتي في الليل ولا تنساب بين خطوط كفيه في النهار
 صورنا لم تعد محترقة لم تعد تلك  اشباهنا
هناك ....
الملامح واضحة
نتعرف على اصواتنا بدون بحة في الحلق
 الايام لم تعد تشكل فروقا
نهدي للمدى اياما من هباء
ثمة أعشاب من شغف تتمايل بين أقدامنا الهزيلة
هناك....
لا عماء. ..لا أ لم
لا انتحار
هناك يغمرالودود  ثنايا قلبك
طمأنينة وفرحا
يرتب فوضى أرواحنا
ضيق قلوبنا
ننتظر  بلهفة
ان تهيم أرواحنا عند  سماع الاوتار
=========================

اعذرني
لفرط غبائي 
لم استطع ان امنع تلك التي اسميتها يوما ما مهزلة
أعذرني ...
اذ انني اشم رائحة قرنفلك من البعيد .. البعيد جدا
أرى بعينين غائرتين فناء نظراتك
ارى في الغسق
أهاتك المجبولة بطين الوحدة
ارى في المرآة شحوب ملامحك
بصماتك المهملة على ازرار لوحة هاتفك
تزحلق جسدك في الاوحال
عدم اصطباره على التشبث بحمل الجسد
بعطره وشغفه
خطواتك غير المتزنة لاتنقذك من الانجراف الى عمق الذات الانثوية
ها انا  انظر الى اصابع قدمك
تحشوها في الاحذية السيئة او الضيقة
أصغي الى صوت عظام جسدك الهزيل
 وهي تدور كالرحى وانت منقاد خلف الشهوة الجامحة
يتصبب العرق البارد على جبينك
وانت تسعى لاعادة التكوين  المقدس
ارى ملامح وجهك على سطح مياه البحر
منكفا بجسدك على الرمل
بدون زعانف
بقدمين حافيتين
وانت تدقق حبات الرمل بحبات الانتظار
اعذرني ... لانني
المح  الملامة
والندامة
في ليلك الحزين
=======================


غريبة هذه  النوافذ
رغم اتساعها الا انها ضيقة
بالرؤى
شمسها حزينة
تدخل اليها من ممرات ضيقة 
دروب بيوتها سراب
البيوت  كهوف موحشة
رغم  انها تعاني من ضوء كثير
لكنه ضوء بارد كما لو انه  شتاء طويل
بين جدرانها يتلاشى رحمي
في سمائهاترفرف النجوم وتنزف دموعا حادة
لتهطل في ليلنا
ليلكا حزينا
===================

في الليل الحالك ..
حيث تمتلٸ روحي بالظلمة
ينغرس في روحي الكثير ..الكثير من الضجر
 المقرف
السام
الملل
اضطر للبحث عن الخير المحض
الشر الكامن في النفوس
البحث
عن الحقيقة الثابتة
عن السراج المنير في الظلام
عن الجيد والنحر والحق المسلوب
 البحث عن المتحول من الامور
والبرهان
بين جرأة القرار والاقدام
النظير ومعيار الأمور
خفاقات الجروح وحمل السلام
عن التسارع السريع الغريب بين الخطيٸة والأقدار الكونية
عن الشهقة الثكلى واغتيال الاحلام
والشياطين الآثمة التي تشحذ الحنين في قباب غير مأهولة
الملاٸكة التي تبوح امام مصافتحها
المغفرة
تدس في صدر صلواتها
خوف الضياع في الملكوت
ترمي بحجارة العفة
الى الملاجٸ الموبوءة بسعير الاشتهاء
تسكب مطرًا على أزقةٍ لا تأبه للمشيٸة الإلٰهية اوالرسالة الواحدة

في الليالي الكفيفية
أجلس  على ناصية سريري
أبتلع الإحباط
ألوك التمني
أقتات أعشاب التروى
بين براثن التخلي والنسيان
عبء ثقيل
عالم يجمع بين الكثير الكثير من المتناقضات
الإيجابية والسلبية
المفرحة والسيٸة
هيكل غريب
من التحيز السيادي والسخرية
وأنت بدون ان تختار الضمان
أن تختار قرارًا لا رجوع فيه
تجد نفسك معلقًا من قدميك في الهواء
في تلك المتاهة
في عاصفةٍ من الاستيلاء على بقايا جسدك الهزيل
وأنت تحاول ان تخدش الرؤى باظافرك المسننة
أن تزيل خجلك
وجهلك وثرثرتك
ان تحاول الاغتراب عن لعنة السماء
ان تزيل شوكته
وتذيب ثلوجه
ان تتكلم سرا وجهرا بأننا  غرباء ....
ما نزال غرباء عن تلك الاجساد النتنة
غرباء ولا ندري
عمَّ نبحث ؟
عن القليل من الحظ العابث بنا ?
أم نترك للقدر رعونته
كالاشباح تلطمنا على وجوهنا بأكفها الخفية
تمارس فينا الرعب من اللاشيء
حتى الغيم يسخر من السماء أحيانا
يخلق له جوًّا حماسيًّا
فتتهيأ السماء لتتلقفه
ويغادر الغيم ملوِّحا للسماء بانتصاره
وتتلبد السماء مسودة لحزنها بانهزامه
اذ يشتعل داخله جحيم
هكذا
 نحن نبحث عن لذة الحياة
عن السعادة 
عن تلاحم الجسد الأرعن مع الروح الخلابة في تناغم وانسجام دون ان نفرق بينهما
وبين الطبيعة الإلٰهية التي خلقنا لها
=============================

خلف هذا السكون الخرافي
وأنت جالس في علوك
أتراني أتفادى حجارتك المسلطة فوق رأسي
حجرًا ....حجرًا
الا ترى دميتك الطينية
وقلبها يضج مرتعدا
من لعناتك اللا متناهية
هاأنت تحول عالمي إلى معدن  منصهر
ألا تراني وأنا أدق أبواب سماواتك الغانية
بيدين ضامرتين
كيف أشد حبل وصالك
بجسدي النحيل المهزوم
لم يعد لي حول ولا قوة
ألم تسمع هتافي
إيثاري
كيف أغمض عيني وأفرد ظلي
تحت خيمتك وصمتك الوارف
ألا ترى عذابنا واصفرار أعناقنا في المناداة
كيف نعبر المسافة إلى نعيمك
ها نحن ذا نرى الهلاك والبؤس في الطريق
كيف نعتذر لك عن غياب حضور أجسادنا العفنة المكرمشة
وأرواحنا  الصدئة كآلة أكل منها الماء لسنين
وأقدامنا غائرة في الطين الحارق
أنت -أيها الجالس على كرسيك العظيم-
كيف سيغنيك صراخنا جاثين امامك
وأنت مراقب لقنواتك الأخبارية
وتصوغ من ألعابك الآدمية مواقف عبثية
ونحن منشغلين بالبحث عن قشور النوايا
وترك العبرة والرفعة
و نعجل في مرور الوقت كالمغشيين المغلوبين على أمرهم
دعنا ....
كالمطر الممزوج بالقدر
نخطف   الساعات والدقائق
نمتلك الأحلام
نركل بأقدامنا النحيفة كعيدان القصب
الملل
وأصفرار الأجساد
نتأرجح على أراجيحك الهوائية
لنستفز الضحكات المخباة في سرات الجدات
لنقتل الالم بوثبات النمور السود
ونزيل مقتك وغضبك
ونملأ الفراغ الروحي بهباتك وهداياك الإلهية
وننزع زمهرير
 الظلمة
ونحتمي بنفخ الوجود
ونكون قرابينك
 للخلود
========================

قصائدي غير منشودة
ربما هي منفردة
في الغابة
لم ترفع شعارا واحدا
لم تنتفض
هي بين الرماد والانتفاضة
قصائدي كغبار الطلع
تهيم في الشوارع
في الشرفات
في الأزقة
في الحانات
تكتم الرجفة
 في الليل
تصبح جثثا مهملة في حاوية الزبالة
جراحها  غائرة   في الصدر
صحراؤها تسحبها رويدا .. رويدا
الى ان تغور في عمق الرمال
تسافر بعينيها وحيدة
 بعيدا عن أسوار المدينة
عن الأشجار
عن ضفة النهر
تهب رياح السحب
تتطاير أوراقها
يظل قلبها يخفق
للسرير المركون
خلف أشجار الزيزفون
تنتظر الشروق
=======================

لم أعد بحاجة إلى نظريات في الشعر
وابتكارات للغة
الشعر يرفرف كحمامة في نافذة الليل
كمعالم تفصل بين  قاتل ومقتول.....
تحول الحياة إلى مسرحية هزلية حمقاء
تكمل تفتح الورود لإقتطافها لحسناء ....
سيول تجرف الروح إلى عالم ارجواني مشع
ممر يحمل الكائن من الدرك الأسفل إلى المرور بقطع فسيفساء في سرائر متارجحة
سحب بيضاء تجمع قصص العاشقين
ورق ابيض يتحول بلمسة سحرية الى وطن لمغترب
مسارب في أشجار الشوك.....
نوافذ مفتوحة لبيوت بدون جدران على طول المدى....
ثياب معلقة في خزائن الفقراء لدفء الشتاء
خيط لباب يسوده الصمت بين نازحين على الحدود
رغيف عيش لمصلين في سيل شتاء...........
هواء يفك قيود  العبودية لعبد  ليغدو حرا طليقا . ...
هرم كبير تمزقه المجرات بسهم خاطف
مملكة دهشة تحول بياض كفن إلى جيوب للحب
اشتياق  يخرج من جنان الوجد بين نهدين
توقف لاستحضار اليقظة
لذة للوقوف على حافة الموت بثقة
همسة في الأذن تقول استمري
 فرشاة ترسم ألوان قوس قزح لخيوط الشمس ندية
لعبة لتبديل رقصة الحرب والموت
إلى لحن الخلود الأبدي
============================

الأرواح المتأرجحة

لم يعد بإمكاني أن أكون باهتة اللون  ومحايدة
أن أمضي جل عمري وانا اكدح بيدين واهنتين في حرث حقلي ،
أرض متصدعة
لا ينبت  بها  الا الاشواك
شمس تبزغ
على حضارة مفقودة
  لن تطالها قدمك  ابدا 
لم يعد بإمكاني ترميم نفسي لأنال مكافاتي لمعة من عينيك المتوهجتين ،
كطالب كسول يجد في القراءة لينال نجوما تزين سماء عالمه
أعلم أنني اخرج من جلدي
ارتكب الحماقات
من القبلة الى مابعدها أخرج دوما من معاركي مهزومة
لكن  أن أعيد تشكيل  هزائمي المركبة
 هذا يعني أن روحي لا تعرف سوى الهزائم
أعلم جيدا انك تحبني واعلم  انني أحبك أكثر 
كان عليك ان تحبني بيدين مفتوحتين
أن تحب ذاك الجزء المعطوب مني ايضا
لا أنكر ابدا بأنني بعينين مغمضتين امضي خلفك
دون أن اعي الطريق الذي أسير فيه لثقتي العمياء بك
وددت لو تحبني بالقدر نفسه الذي أحبك
أن تتقبل اخطائي أن تحب مساوئي
أن لا تخجل من ظهوري معك في الأماكن العامة
أن لا تخفي نظرة عينيك عني بيديك
أن تحب تلعثمي ولثغة لساني في  أخراجي للحروف حين أتعرى امامك
أن تبتسم كعادتك بعينين تشعان بريقا وحبا وأنا ألفظ اسمك
ليتك أدركت  وانا على مدار شهور اختبىء خلف ستار الليل
وانا احمل ديوان الشعر الذي تفضله تحت باطي اتسلل الى البحر و اقراه  بصوتي وما اكاد أن اتلعثم حتى أضع قلمي الرصاص على طرف لساني
وانا أحاول أن اروضه
ليتك قبل أن تحبني أن تحب عقدة لساني
أن تقف بجانبي أن تمنعني من الاختباء خلفك متحاشية نظرات أصدقائك واصرارهم أن ألقي بقصيدتي على مسامعهم
أن لا تكون البطل الذي يقوم بإلقاء القصيدة بدلا عني
تمنيت أن تسند يديك على كتفي أن تطلب مني أن أنظر في عينيك فقط أن أرى مدى سعادتك وحبك ودفء روحك وانا اقرأ
تمنيت أن تحبني بشكلي الفوضوي وشعري المنكوش
بشكلي المضحك وانا أسرع لملاقاتك
دون أن انتبه إلى اختلاف لون جواربي
وعدم تناسق ألوان ثيابي
أن تتقبلني انا ...كما انا
القابعة في هذا الجسد
التي  ما زالت تنتظر أن يميل المصير
 لم يعد بإمكاني أن أبقى محايدة
وانا أحس كل يوم  كان ازميلا ينحت براسي
وانا أحاول العثور على هويتي التي اضعتها من أجلك
ليتك احببتني على سجيتي
وان تدرك مدى الألم الذي اعانيه وانا افارقها
وادركت أن التصنع  بالنسبة لي كمن يرمي بنفسه إلى الجحيم
وأدركت أن الحياة  الحقيقية والمعدن النفيس
هي في تلك الأرواح المعطوبة

##########

تدهشني قسوتك
ايضا.. تدهشني رقتك
كيف تتخلى عني بهذه السهولة هكذا
وتستسلم للموت
كيف تتركني اعاني مرارة الحياة لوحدي
وقد وعدتني انك ستكون بجانبي في كل خطوة اخطوها
الا تراني وانت جالس على سريرك المخملي
بين يديك حور العين، بعض الخوخ او ما اعانيه من بعض الجمر
الم يخطر ببالك أن  تأتي لزيارتي لو لمرة واحدة في الليل خلسة
أن تشاهدني وانا أنادي كل عابر سبيل بإسمك
لعلى وعسى أرى فيه بعضا من ملامحك 
كنت تحدثني عن الأجساد وكيف تفنى
وان الأرواح تسبح في الفراغات
وتقتل الصمت
لتتواصل
فرحت أركض فوق الغيم
بجسد عار
ابحث عنك
كنت تحدثني عن الجنة
عن جهنم
عن الثواب والعقاب
عن الجروح التي يخلفها التخلي
لكنك نسيت انك جرحتني جرحا عميقا
وانا اداويه بالملح
دثرني باكذوبة أن العالم يشبه المروج الخضر
اكتفي بجنتك وانسى
لكن لاتنس بنفسجتك الوحيدة
وهي تعاني الذبول
او الذهول
رويدا ..رويدا في جحيمها
#############

إثنا عشر نص للشاعرة السورية أفين حمو Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 28 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.