رأسي بيضة الليل ...بقلم هيثم الأمين / تونس
ليلا، يسقط عنّي وجهي؛
رأسي طاولة الآن !!
يجلس أربعة دراويش و امرأة حول رأسي،
يلقي الدّراويش حجر النّرد
و من يحصل على "الشّيش"
يتقدّم خطوة نحو قلب المرأة.
المرأة ترمي فردتيْ حذائها
و تربح،
دائما،
خطوتين أبعدْ !!
رأسي مستودع خردة الآن !!
من وراء عيني اليمنى،
يحدّق، في اللاشيء، تلفاز مصاب بعمى الألوان
بينما مذياع،
يجلس القرفصاء في آخر جمجمتي،
يبشّر بقرب سقوط روسيا على يد النّازيّين
و يتوعّد بكتابة تاريخ جديد !
بينهما،
يقف حصان خشبيّ فقد ساقه الأماميّة اليمنى
و يصهل كتدريب شاقّ يحتاجه من أجل الفوز في السّباق القادم !!
رأسي حقل بطاطا الآن!
في الحقل كرسيّ متحرّك يصلّي من أجل المطر الذي لا يأتي
و يعد الله أنّه سيمنح كلّ البطاطا للأطفال الجياع!!
رأسي حانة الآن!
خارج رأسي مطر خفيف و دوريّة شرطة؛
داخل رأسي،
الدّراويش الأربعة
و المرأة بلا حذاء/بلا طريق؛
يشرب الدّراويش في نخب انتصابهم،
تشرب المرأة حزنها؛
يشرب الدّراويش في نخب سلالتهم،
تشرب المرأة لزوجة عريها؛
يرقص الدّراويش،
تركض المرأة،
دوريّة الشرطة تحطّم الباب،
يتسرّب المطر إلى داخل رأسي،
يلعن الكرسيّ المتحرّك زجاجة النبيذ الفارغة،
من أعلى عيني اليمنى، يلقي التلفاز بنفسه!
يجفل الحصان الخشبيّ من المرأة العارية التي تركض في مضمار السّباق
و يصرخ: أنا... أنا... سأفوز!!
و يقهقه المذياع
من خبر سقوط برلين!! !!
الليل طائر خرافيّ؛
يدحرج رأسي بمنقاره،
يدسّها تحته
و ينتظر أن تفقس!! !! !!
رأسي بيضة الليل ...بقلم هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
26 يونيو
Rating:
ليست هناك تعليقات: