رأيت الله يسير ....بقلم الشاعر المصري الكبير محمد أدم

في شوارع مثل هذه
رأيت الله يسير في السكك
و ينام تحت الأشجار
في شوارع مثل هذه
حلمت بأنني أقف على قمة الجبل
و أنا أتحدث إلى موسى
و أتأبط ذراع هارون
و أنا أحمل الألواح
و أنتظر الشمس أن تشرق
و القمر
يأتي إلي مبللا بناصيته
في شوارع مثل هذه
قعدت على الأرصفة
و سمعت غناء هذه الوردة
أو تلك
في شوارع مثل هذه
بكيت على هذه النملة
و أخذت النجوم في حجري
و وقفت وأنا أتأمل المارة
و هم ينسجون أحلامهم من وراء طغاة العالم
من الياقوت الياقوت الأحمر
و النحاس المشرئب
و يشربون من عرق الجنات
و حليب الأمهات
في شوارع مثل هذه
أردت أن أكتب قصيدة عن الوردة
كان قد نسيها المارة
تحت مجنزرات ال c.l.a
 و على جدران السجون
و المعتقلات
بينما
كلماتها ظلت عالقة عل إسفلت التاريخ
كانت الحروف تقطر دما
و الحروف أرغفة
شمسية
في شوارع مثل هذه
أردت أن أجرد الأحلام من هدومها
و أمسح عن القمر بعضا من التراب
و وجع المفاصل
و سرطان البروستاتا
و هاأنا ذا مثل شمس خريفية
أحمل في يدي مشكاة
و عدة توابيت
و أكتب على كل طريق اسير فيه
هنا يسكن العالم
في ضاحية الحروب
و تحت أرجل لصوص الله الخونة
و لم يبق للكلمة مكان
سوى صلواتها التي ترفعها إلى الله
لعله يسمع
أو يرى؟!!