نصوص للشاعرة السورية مريم عيسى ( وجدان شام )


لن أبرح عند مقام اللوعة و اللهفة
أوقد شمعا
أنثر وردا
أحرس عين الموعد                                 
كيما تغفى
فحقيقة هذا الليل لقاء
بين العتمة و النجم
بين النهر و كلتا الضفة
لا يدركه إلا من كان له باع     
في عد الوقت سجائره              
في سكب الصبر مرارته                            
و الغوص بعطش في الرشفة
عند هزيع القلق
عند الصدمة و الرجفة                               
عند الرمق المتبقي      
بلسان حنيني
ذبلت باقات الكلمات
شمع الاشواق انطفأ
حزم الوقت حقائبه 
كان الموعد قد أزف                                       
مازلت افند ساعات الخيبات بنبضي                       
ارزح آها
تحت سياط  الخذلان
تحضنني الوحدة و الشرفة     
                      ===============

هنا اضيق بذاتي
 متبخرا مني كما اللا شيء
لا شفيع و لا حميم يطاع
غير النار
لايواسي وحشتي غير الجدار
و شرشف متعبق بالإختناق
هنا ذبولي
 دون أشيائي التي اهواها
هنا استكان العمر وحشة بعضه
أستاف معنى الإرتقاب
فعند أي النبض تتركني الحياة...؟!
هنا يدور بي السؤال
فهل سأمضي...؟
هل ستنطفئ البقايا مني؟
أين أنت اليوم عني....؟!
قيد منفسة أنا
كم كنت لي الانفاس حسبي
أرسم الباب الذي
منه تغادر وحدتي
بحقيبة الآهات
لا أحد معي
إلا كوابيس تلوح لي بأكفان الوداع
تشدني أشباح عزلي
بين اروقة الضباب
لا ارى إلا الفراغ يعيقني
 عن مكوث لروح بين يديك
فيطل من سقف الرجاء إلي نور
أمد اوصالي فتخذلني المسافة بالسقوط
أعلم الآن بأنك
سوف تنهالين في لومي
و تلقين التوهم و الظنون
سوف لن يرتاح صندوق بريدي
حين توسعه حروفك زحمة
بالشوق
  بالتنديد
لا تطيلي بالعتاب
لا تقولي كيف غاب
بين ناب الحجر أبحث عني
بت أكثر من يعذبني
كيف أوصيهم بأن
يتحسسوا الرفق إذا هم أخبروك
لست أكفر إذ دنى حتفي ولكن
خائف أن يجرحوك
 يستبيح الدمع ناصية العيون
لا تخافي سوف آتي
من شحوبي
من وقتي المتعفن المصلوب
من فك الغروب
            سوف آتي رغم هذا المستبد
/كورونا/
                        ================

معاقة كلماتي
أجلسها على الهامش كسيحة
 تنتظر أن تتكئ على فكرة
 لا فكرة تأتي لتدلك خدر المداد
توغل في النكوص زحفا
وراء حواشي الصمت
تغتالها  قناصة البوح
على صدر الشرود
فلا تبرق إلا فكرة الهروب
أستحلب جدران العزل
بيني و بين عميق غيابي
أمد حبال همسي
و أملأ دلو سكوني بالنداء
عل وارد ياتي بالبشرى
                         
                     ==============

تناديني ...؟!
إلى أين سآخذك ...؟!
إلى أي المفازات ...؟!
تمسك طرف روحي حين
أرسم مفرقا بين الحكايات
تقول يداك خذني
ثم تدفعني بعيدا دفة الوقت
أريد العدو في أقصى الغيابات
على ما ترسم الكلمات زاوية
يشطر نصلها قلبي
على شفتيك
أسقط نصف أمنية
و نصفا لست أعرفه
تبلل بالعذابات
 جفافا في ضفاف الشهد
اعصب عين أشرعتي
أظللني بكل مقاصد التمويه
عن وجدي و غاياتي
سأمضي
لا تناديني
علق سلة الذكرى قناديلا
يبكي زيتها المحروق
في ليل  المناجاة
أوصيك...
بأن لا تتبع الحزن الذي ينساب
في دربي
فتتبعني ...
تريد يدي
و أعصابي و نبض دمي
و كلي لعنة الوجع
أجرب كيف أستل
الهروب مسار عتمته
إلى أي الحواجز تنتمي لغتي
إذا أعلنت عصياني
عزوفا خلف لاءاتي
أجرب طعم نسياني
لعلي أمسح الروح المسجاة
بممحاتي
لأحترف الحنين
أصير جوقات
تئن بها الحناجر قبل ناياتي
فدعني أحصد البعد
الذي أختار
دعني حيث ما رسمت يد الأقدار
أعجن صرة الذكرى
رغيفا في وجاغ العمر
يشوى في فم الحرمان
في ذرات ذراتي
إلى أين سآخذك  ..؟!
و هاك الدرب مسعور
يراوغني
أضاع الخطو ضيعني
يلوح بي على كل المفارق
و المحطات
إلى أين و أنت معي
كل الذات في ذاتي

                  ==============
في زحام لست أذكر وقتها
شيئا سوى
أن تستريح الروح قبل حقائبي
فبأي باب لم أجد متسعا
لتدق كفي
ضيق صدر المدينة
واسع تعبي
للثلج مرتعه هنا
و أنا الغريب
ليس إلا النار تعبث بي...؟!
كنت تشبهني على عينيك أقرأ
ما يقول حنيني
لكن من الصعب له
هذا المكان بأن يعير ملامح الغرباء
بعض النسب
حاولت أبحر في وجوه
لم تلم جهالتي أو تلتفت لي
أو تقرض الخذلان شيئا
من أمان فينا
لم تهدنا
إلا مفاتيح الهروب
حاولت إفهام الشعور المر بي
أن لا يعاود حفر مجراه العميق
على خدودي
حاولت أهديك يدي
حاولت ابتلع الذي
ران على كلماتنا
حاولت أمسحنا كتفاح تخمر
طعنة فوق الندوب
كنا كمن في طلعة الفجر
و نمسك بالغروب
المساء  بدى شحيحا
نحن كل سخاءه
في مرايا الروح يقطر بالشحوب
نام المكان و لم يبال
أين سوف تنام أبناء الحروب
 من سيوقظ غفوة المتعوب
متكدسين أنا و أنت
منذ عهد رصاصة
قتلت لأجل الحب
كل الحب
 في وطن حبيب
غرباء صنفنا الرحيل بلا جذور
نحمل الاوطان جذرا في القلوب
أين عنا شارعا متعرجا بالياسمين
 هيهات يا حجج الدروب
                  =================




لو عدت يوما
من زحامك
من منامك
من مواسمك التي تناى بها
حجج الدروب
لا تسلني كيف جف النخل
كيف مات الورد و الفل
كيف فارقت العيون بصيصها
و انحنى ظهر الصباح
تبدد الطل
انظر لشارعنا الحزين
النار تأكل آخر  الامن به
فيثور فوق النار فيه القحل
الساحة الحمراء تنعي صرخة
عمرا ذبيحا
يشتهي و طنا هواه العدل
أن يرسم التهميش عمرك
لا نور يعرف محجريك
رفيقك الليل
أن لا يصاحبك مع الإقصاء فكر
إلا  فراغ همل
لا تسلني
لو عدت يوما كي ترى
من خلف هذا العتم نورا
يغتالك الظل

           =============
نصوص للشاعرة السورية مريم عيسى ( وجدان شام ) Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 10 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.