خمسة نصوص للشاعر اليمني عبدالغني المخلافي



افلاطونية
____________
لا مذاق  للحياةِ
عندما يتسرب إلى قلبيِ الكرهِ

أجْعَلُ  الحبَ صلاة
في سبيلِ الخلود

أصنعُ مراكبَ
دون أجنحةٍ أو محركاتٍ
أبني قصورًا و أبراجًا
على الكواكبِ

أكسرُ الأقفال الحديدية  
أهدمُ السجون الواسعة
على الأرضِ

أخرسُ البنادقَ، أنهي المجازرَ
أخمدُ الحرائقَ

أخلقُ بلدانًا
لَمْ تطأها أقدام 
وجنائنَ لم تنظرها
-من قبلِ - أَعْيُن .
     =/===/=////=======

فاجعة
________
أعصابي مشدودة دون نوم .أتمدد على فراشي بيقظة تامة .
تنام كاملة عائلتي .أسمع نباح كلاب يعلو
وأصوات صراصير في الخارج لا تتوقف وطنين بعوض فى فضاء غرفتي يسبح ويصدم  وجهي

أصعد إلى سطح منزلي. ثمة نجمة ساهرة تشكو  مدارها القاتم.
وأنا أشكو وحشتي وأطلق تأملي في صمت الظلمة .

لا بصيص من البشر. الخفافيش تصدح وتحط حولي على شجرة جاثمة.
فى السكون طلقات متفرقة ومدفعية في البعيد تعوي .وومضات تبدو وتختفي لأفكاري .

لا قدرة على الكتابة .ولا رؤية
 في اللا مرئي  .

أتذكر  "زافون" وأمقت الموت بقسوة .
من الأعوام - كم يحتاج الأدب لتعويض موهبته الفريدة ؟

كلما- في مكتبتي وقَعْتُ على سلسلة رواياته
زاد وجعي وتعاظم شعوري بالخسارة  .
====/=/==/=/===/=====//==//=/==

تحوّل
__________
أطلقُ سراحي من سجني
أحررني
من مخاوفي

وفِقَ الفصول والمناخات
لا أكترث للأوبئة
والأعداء الكُثر

أمضي حيث العصافير
والحيوانات اللطيفة

حيث الجزر والضفاف
والشواطئ
والقمم العالية

حيث أغدو كائنًا بحريًا
أو فضائيًا

حيث - عن
قيودي تمامًا أَتَنَصَّل.
/===/==//====//=====//===

حقيقة
_________
ثمة شعب تحت أنقاض
الوطن بكاملهِ يموت

لا يمكن - بمكياجِ المغالطةِ
إخفاء وجه
الحقيقة

المدى بحر من الغيومِ 
الأرض خِرْقة مُمزَّقة

الأشجار اقتلعتها الصواعق
الحقول طمستها السيول

في لُجَّةِ الأنواءِ والعواصفِ
والتنهداتِ
كيف لي أن أعيد نبضك
أنفخ الحياة فيك
كيفما أشتهي - أبعثك ؟

من هذه النقطة البعيدة
بعد كل هذه المفازات
والدماء والأشياء
المتناثرة
يتراءى لي حلمك المتطاير
وجهك المنطفئ
قلبك المنكسر
صوتك المفقود.
===//==//====///====_//

طَرِيد
_________
لا استراحة قصيرة
أسقط  وأنهض ..
أركض بلا هَوَادَةٍ

ثمة أشباح تطاردني
كلما نظرت
إلى الخلف

لا أغمض عيني ..
تلاحقني الكوابيس

من محطة إلى أخرى
أراوغ الفخاخ .
خمسة نصوص للشاعر اليمني عبدالغني المخلافي Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 10 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.