رجل و امرأة عاديّان جدّا ...بقلم هيثم الأمين / تونس
رجل و امرأة عاديّان جدّا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنا رجل عاديٌّ جدّا
و هذا يعني
أنّي أجوع
و أغضب
و أشتهيكِ.
أنت امرأة عاديّة جدّا
تكره الطّبخ و الجلي
و تدمن مشاهدة التلفاز
و تشتهي أن تنتهي اللّعبة بسرعة.
في اللّعبة،
أنا رجل عاديٌّ جدّا
لا يضمر العداوة لقميص نومك و لا لحمّالة صدرك
إن رغبت في أن تكوني برتقالة بقشرتها
و لا يُسرع إلى التقاط صور لك
و أنت عارية تماما
و هو يصرخ:
ياااااااااااااا الله، كم أنت لوحة فنيّة في عريكِ !!!
و أنت،
في اللّعبة،
قد تشبهين تعاليم أمّكِ
أو بئرا ماؤها راكد
و قد تشبهين سمكة ثقيلة المزاح
و لكنّكِ، حتما، لا تشبهين عنكبوت الأرملة السوداء
و أنا،
حتما،
لن أشبه السّنجاب
الذي يختار، بعناية، زهرة و يهديها لزوجته !!!
أنا و أنت،
في الغالب،
رجل و امرأة عاديّان جدّا؛
أنت تبدئين يومي بأمرك، لي، بأن أُخرِجَ كيس القمامة
و بلائحة الطّلبات
و بتأفّفك من دخان سجائري
و أنا
أبدأ يومك
بتذمّري من تأخّرك في اعداد فطور الصّباح،
بمحاربة الفساد في لائحة طلباتك
و بأسئلتي عن مكان جواربي، حذائي،
قميصي الذي أشتريته قبل خمسة عشر عاما و مازلتُ أصرّ أنّني لم أمزّقه
و عن مكان وجهي المبتسم الذي سأرتديه في الطّريق
و سأخرج، مع كيس القمامة، دون عناق أو قبلة !!
أنا رجل عاديٌّ جدّا
و أنت امرأة عاديّة جدّا
لهذا
لا نتبادل كلمات الحبّ إلّا لنزخرف، بها، لعبتنا الباردة
و قد نتعانق،
في الحمام،
ككلمة سرّ تفتح، لنا، بوّابة الجنس
و لكنّي، حتما، أحبّك
حين أُوقف الأغنية التي أسمعها لأنّ بك صداعا
و حين أعدّ لك مغلي "الترنجيّة" كلّما أنهكتك عادتك الشّهريّة
و أعلمُ، يقينا، أنّك تحبّينني
حين تغضبين من انتصاب قضيبي و أنا أتابع جارتنا الجميلة و هي تطعم ملابسها الداخليّة لحبل الغسيل و لعيون الجيران
و حين تصيرين تمثالا
كلّما علمتِ أنّ أصابعي تعاني من مخاض قصيدة
و كلّما حاولت أن تتقمّصي دور الزّوجة السعيدة أمام أمّك الثرثارة
و أمام وجهي المتعب...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنا رجل عاديٌّ جدّا
و هذا يعني
أنّي أجوع
و أغضب
و أشتهيكِ.
أنت امرأة عاديّة جدّا
تكره الطّبخ و الجلي
و تدمن مشاهدة التلفاز
و تشتهي أن تنتهي اللّعبة بسرعة.
في اللّعبة،
أنا رجل عاديٌّ جدّا
لا يضمر العداوة لقميص نومك و لا لحمّالة صدرك
إن رغبت في أن تكوني برتقالة بقشرتها
و لا يُسرع إلى التقاط صور لك
و أنت عارية تماما
و هو يصرخ:
ياااااااااااااا الله، كم أنت لوحة فنيّة في عريكِ !!!
و أنت،
في اللّعبة،
قد تشبهين تعاليم أمّكِ
أو بئرا ماؤها راكد
و قد تشبهين سمكة ثقيلة المزاح
و لكنّكِ، حتما، لا تشبهين عنكبوت الأرملة السوداء
و أنا،
حتما،
لن أشبه السّنجاب
الذي يختار، بعناية، زهرة و يهديها لزوجته !!!
أنا و أنت،
في الغالب،
رجل و امرأة عاديّان جدّا؛
أنت تبدئين يومي بأمرك، لي، بأن أُخرِجَ كيس القمامة
و بلائحة الطّلبات
و بتأفّفك من دخان سجائري
و أنا
أبدأ يومك
بتذمّري من تأخّرك في اعداد فطور الصّباح،
بمحاربة الفساد في لائحة طلباتك
و بأسئلتي عن مكان جواربي، حذائي،
قميصي الذي أشتريته قبل خمسة عشر عاما و مازلتُ أصرّ أنّني لم أمزّقه
و عن مكان وجهي المبتسم الذي سأرتديه في الطّريق
و سأخرج، مع كيس القمامة، دون عناق أو قبلة !!
أنا رجل عاديٌّ جدّا
و أنت امرأة عاديّة جدّا
لهذا
لا نتبادل كلمات الحبّ إلّا لنزخرف، بها، لعبتنا الباردة
و قد نتعانق،
في الحمام،
ككلمة سرّ تفتح، لنا، بوّابة الجنس
و لكنّي، حتما، أحبّك
حين أُوقف الأغنية التي أسمعها لأنّ بك صداعا
و حين أعدّ لك مغلي "الترنجيّة" كلّما أنهكتك عادتك الشّهريّة
و أعلمُ، يقينا، أنّك تحبّينني
حين تغضبين من انتصاب قضيبي و أنا أتابع جارتنا الجميلة و هي تطعم ملابسها الداخليّة لحبل الغسيل و لعيون الجيران
و حين تصيرين تمثالا
كلّما علمتِ أنّ أصابعي تعاني من مخاض قصيدة
و كلّما حاولت أن تتقمّصي دور الزّوجة السعيدة أمام أمّك الثرثارة
و أمام وجهي المتعب...
رجل و امرأة عاديّان جدّا ...بقلم هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
21 يوليو
Rating:
ليست هناك تعليقات: