فنتازيا واقعية بقلم حسن الخندوقي المغرب

كشاشة سينما
تدور ، في رأسي ، معارك طاحنة
أنا ، في كلها ، طرف
و خصمي غير معروف
كمن ضاع دمه بين القبائل
و دون مقابل
يشاهد الآخرون فنتازيا تاريخية
يصفقون في نهاية كل مشهد
ببلاغة صمت

المشهد ١

ببندقية عتيقة
و دون ذخيرة
أصوب فوهتها نحو امرأة
يسمونها الوحدة
أحاول إصابتها في مقتل
لعلني أخرج من خلف متراسي
و أرتمي في حضن الحياة
بكل شغف

المشهد ٢

بسيف خشبي
و ممتطيا صهوة حلم عابر
أبارز رجلا شديد المراس
يسمونه الفقر
لعلي أجندله
و صاغرا يسلم الروح
فأنزل من صهوة الحلم
إلى أرض الترف

المشهد ٣

بسكين مطبخ
أقشر عن بصلة الحياة
مذاقات مرارة الشوق
لعلي أحضر منها
سلاطة من ابتكاري
أتبلها ببهارات ابتساماتي
و أزينها بكرز ابتهالاتي
و أقدمها في صحن القلب
لأميرة الحب
بكل تواضع الفارس النبيل

و في نهاية العرض
أقول لنفسي :
ليتني كنت مجرد ممثل
يؤدي تلك المشاهد
كمحترف تمثيل
و سرعان ما يعود
إلى حياته الحقيقية
المليئة بالشغف و الترف

ولكنني ، للأسف
أنا كاتب الفانتازيا
و المحارب العبثي
و مخرج المشاهد
و رأسي شاشة العرض
وكل حواسي جمهور
أما الأبطال الحقيقيون
فهم الوحدة و الفقر و الشوق
و يبدو أن صهوة الحلم
التي أمتطيها... مزمنة

هل رأيت ، يا سيزيف ؟
هل رأيت ، يا دون كيشوت ؟
إنني أتقمص أدواركما
بكل صدق و تَفان
في آخر الزمان !!!