هذه الأرض مليئة بالحفر بقلم كوثر وهبي سوريا

هذه الأرض مليئة بالحفر
وفي كل حفرة مئات الجراء والجرذان
الخطوط الفاصلة بين الحفر
لا تكاد تتسع لموطيء قدمٍ واحدة
ضبابٌ يملأ الهواء حولك
ماذا يعني أن ترى الحياة بهذه الصورةا
ماذا يعني أن لا يأتي فجرٌ
بعد كل ليل
ولا يأتي ليلٌ إلا بروائح العفن
هل حقاً أن كل ما يجري فوق الأرض وهمٌ
ومن أولئك الذين يدبُّون بخطواتٍ ثقيلةٍ فوق أجسادنا
نحنُ ملح الأرض أو ثمارها أو دودها .. لا يهم
الأفقُ ضيقٌ على العاشق
الأفقُ ضيقٌ على الغريب .. على المهاجر ..
ماالذي تبقى لك ، إن فقدت هويتك
انتماءَك الذي لا يعني أحداً سواك
انتماؤك الروحي للمكان .. للوجوه ،
للهواء الذي ولدتَ فيه
الروح التي ألفت مكانها الحميم
ماذا تبقى لها ، في غربةٍ مليئةٍ بالكمائن والحفر
الأرض هنا ملأى بالغيلان والثعابين
واللاجيء الغريب قلبه نطفةٌ سوداء
لا يحلم ، لا يتمنى .. لا يحيا
لا يدركُ اتجاهَ قلبهِ ، وينام بعينٍ واحدة .. 
لا يرى سوى ما كان سابقاً في ذاكرته
القديمة .. لا يرى سوى بلاده البعيدة
وحفرٍ كأفواهَ متنمرة .. شبقةٍ لرائحة الموت ..