هناك شيء غيري ينتظرني بقلم هيثم الأمين تونس






لا أحد ينتظرني، هذا المساء
و ككلّ مساء.
فلا بأس إن وصلت متأخّرا جدا.
و حتّى إن لم أصلْ
فإنّ كرسيّي لن ينتظرني بقلق عند النافذة
و وسادتي لا يزعجها، أبدا، أن تنام وحيدة
أمّا ظلّي، فهو يهرب منّي بمجرّد أن تنزف العتمةُ من شريان المساء
لا أحد ينتظرني
لهذا، لا فرق في أن أعبر الشّوارع كسلحفاة أو كأرنب بريْ
و سأعود خفيفا
فلا حصاة، في جيبي، أحملها
لأرشق بها شرفة تنتظرني
و سأبسط كفّ يدي
فالكفّ المقبوض ثقيل جدا
و أنا
لا أبواب تنتظر طَرَقاتي
و لن أحمل معي الكثير من الحلوى
فلا أنا أخٌ و لا أبٌ و لا عمٌ و لا خالْ
لينتظر الأطفال حلوايْ
و لكن
ربّما، سأحمل معي علبة شكولاتة و علبتَيْ تبغْ
فَقَدْ أجِدُني في انتظاري
و أنا، أحيانا، أحبّ أن أُكافئني على انتظاري لي.
لا أحد ينتظرني هذا المساء
و في البيتْ
سأفتحُ حاسوبي
ثمّ سأدخل مباشرة للفيس بوك
و هناك، لن أجد إرساليّات شوق في انتظاري
و لا إرساليّات تلوم تأخيري
فقط، سأتابع ما نشره الأصدقاء
و ربّما سأكتب كثيرا جدا
و على الأرجح، لن أكتُب حرفا واحدا
لا أحد ينتظرني هذا المساء
و حتّى في نومي، لن تنتظرني الأحلام الورديّة
و وحدها الكوابيس ستكون في انتظاري
وهذا جيّدٌ جدا أن يكون شيء غيري في انتظاري.
هناك شيء غيري ينتظرني بقلم هيثم الأمين تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 17 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.