بلاغة تابوت تحت مطر المصابيح الضريرة بقلم فتحي مهذب تونس


كل يعدو اثرك ..
يطاردك من أخمص قدميك
الى مغارة رأسك..
أصابعك تنبح باستمرار عبثي..
نار صديقة تهاتفك من صحن طائر ..
يرشقك الحظ العاثر بالحجارة..
تطاردك كلاب عمياء بأجنحة زلزال ..
أصابعك المسلحة بأسنان المتعاليات ..
غيمة الآخرين المسرودة من حديد..
بركان أعزب بمسدس فصيح..
لصوص من الحبشة لم يولدوا بعد..
جواسيس يصوبون بنادقهم
تحت لحاء جلدك المتشقق..
(سائق عربة الأمس)..
(ثعلب الميتافزيق)..
هيكل عظمي لهندي أحمر..
شوبنهاور وكلبه العصابي..
كوابيس غريغور سامسا ..
الله وملائكته يطلون من شرفة الأزرق..
مثل ملاكمين محترفين..
غير عابئين بالدم الزارب من قدميك المتلعثمتين..
لم يكونوا في صفك يوما ما..
لم ترقهم فرقعة عظامك الهشة..
لم يرسلوا سيارة اسعاف
لنقلك الى مستشفى الأبدية..
لم يفتحوا النار على طائرة ذكرياتك المريرة..
كل يعدو اثرك ..
لم ينقذك قائد أوركسترا في بهو كنيسة..
أرواح القديسين المليئة بالقمح والبركات..
لم ينقذك خاتم سليمان السحري..
لم يزرك جني واحد من ألف ليلة وليلة..
لم يمسح دموع أصابعك مطران..
لم يمنحك ممرض عبثي جرعة
اضافية من المورفين..
لم تقطف جثتك العطنة
عربة نقل الأموات ..
لكن رغم غزارة رمادك اليومي..
لم تنقذك غير شجرة هرمة
تجلس القرفصاء أمام دار الأوبرا .
بلاغة تابوت تحت مطر المصابيح الضريرة بقلم فتحي مهذب تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 13 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.