أناهيتا ..بقلم أبو لاوند مصطفى سوريا




آنا .. أنيتا .. أناهيتا
خيط ضوء
وأنفاس كالجمر
تطحن
برئة الظلام روح نقية
وذاكرة مثقوبة
توهمت
أنها تقرأ
في ليلٍ حالك ٍ
ظل عاشق ألتحم بظل عاشقة
أرادت
ان تبني في قمة الجبل
كوخاً صغيراً
ليحلق نسر (ذارا )**
فوق أهدابها .

كان ذنبها
أنها ..
وهبت لله
جسدها
وسلمت للعشاق
مفاتيح جنتها
و تركت على جفن الزهرة
لألأ دمعها
ليعبث الهوى بها ..
وكان حلمها
أن تغمض عينيها
وتفتحهما
على ضحكة تجمعهم بها ..

آنا .. أنيتا .. أناهيتا
شعاع
في هذا الصباح
 جاء
ليأخذني إليها ..
لأرتشف قهوتي
على ضفاف قلبها
ولأكتشف
كم مرة في الليل
غسلت غبار عشقي
في نبع جفنها .
أتت ..
وكأنها طيف ٌ يشبهني
وكأنها غصن أخضر
تقول :
للضوء أنتظرني
لأزهر في عينيك َ
لأزهر في عينيك َ

آنا .. أنيتا .. أناهيتا
حب ..
         وشجاعة
وأغصان ضوء
وسقف قش وخيزران
يغطي بيتها .

حجل وزقطة
وذئب ينتظر الفريسة
ومدينة أصبحت
عنواناً للخراب
ومدفعية تطلق
باسم الحب
و السلام
واحد وعشرون طلقة .
لم تخطئ .. دربها
وأخطأ .. كل من رمى
عليها ..
بحجارة الكبرياء والأنانية
فهي تارة ً
نجمة ً مخادعة
وتارة ً
لؤلؤة زاهية
لمن أراد أن يدخل
بالحب .. معبدها .
وتارةً أخرى
كطائرة ورقية
تحلق على المنحدرات
بشلال عشقها
تلم رزاز الماء بكفوفها الخضراء
وتارة ً أيضاً
كنمر ٍ يكسر
أغصان الريح
ويدفن
سناجب وأيائل بريئة
تحت ثلجها .
وعلى الأغلب هي ..
طفلة جميلة
تخفي أزهار الربيع
تحت إبتسامتها .

آنا .. أنيتا .. أناهيتا
لو علِمَتْ
إن الفرسان
سيأتون
ليهزموا كالخراف
أمام عينيها
لما زينت بثوب الهوى
جسدها .
لما كتبت
بالدمع بالدم
حكايتها .

آنا .. أنيتا .. أناهيتا
وعينين سوداوين 
ترتشف الظلام بمقلتيها
وترمي بوميض الأمل
حجارة حلم ٍ
على زجاج نافذة ذاكرتها .
فلم أرى
غيرها
تبكي وتضحك
من عمق رئتيها
ولم أرى
في السماء
تبكي وتضحك
ليَّ .. سواها .

وأحلام صغيرة
تقترب بحذر
تعبر حقل الأحزان
تصل إلى مخدتها .

وبندقية جيكية
معلقة على حيطها
وزهرة ختمية مجففة
تحمل إبتسامات ممزقة
كانت ترميه إليه
من فوق الجدار
كلما مرّ
بجوار شرفتها .

آنا .. أنيتا .. أناهيتا
موسيقى
               يتوق لها
مغرم ٌ
 إنصاع لقلبه
وهرب بأفكاره
مع الساحر إلى الغابة .

وأرامل
ويتامى
وعلبة سجائر
وكأس نبيذ فارغ
وعاشق يعزف على البزق
حتى تجرح دمعة خدها .
وشعاع نحيل
يتسرب بين الياسمين
فيرسم ظل فتاة ريفية
على أوراقها  البيضاء .
وشاعر يترتب عليه إراقة
 كثير من الدماء
ليربط ..
بداية الظلام
بنهاية الضوء
ليكتب قصيدة ً
عنها ..
ويتطلب منكم
إراقة كثير من الدموع
لتعثروا بين حروفه النازفة
 على إبتسامتها .

آنا .. أنيتا .. أناهيتا
لو لم تكوني من الآلهة
لأعلنت
إشتهائي
لشفاهك العذبة
لأشعلت نارك في قلبي
لأضيء لك
شمعة ..
تقهقر
أعداء الحب
في هذه الدنيا .

آنا .. أنيتا .. أناهيتا
يا ليتها
إستطاعت
أن تغادر ذراعي
يا ليتها
إستطاعت
أن تنسيني
إبتسامتها ..
وقبلتها ..
-----------------------
* أناهيتا : آلهة الحب عند ذارادشت
آنا .. أنيتا : أسماء دلع لأناهيتا .
** ذارا : مختصر اسم ذارادشت
-----------------------
أناهيتا ..بقلم أبو لاوند مصطفى سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 17 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.