أفكر في ذلك الغصن المتصل بجسد شجرة مهولة ...أماني الوزير فلسطين
أفكر في ذلك الغصن المتصل بجسد شجرة مهولة في تلك الغابة الامازونية وكيف شعرت انه يشبهني في شموخ وقفته العجيبة...
أفكر بشبيهتي الإغريقية التي كانت منحوتة على خصر جبل في الوادي السحيق وهي تبتسم ذات الإبتسامة الساخرة التي افتعلها كل حزن مع أحداث الكأبة قبل أن أتعرض لنوبة صمت صادمة...
وتلك الخطوات التي كانت تلاحقني في الجزيرة النائية قبل أن أغادر مع عيدان القرفة البيضاء النادرة ...
وكل تلك الاشياء التي اخافتني في مخيمات اللاجئين التي تلف حدود البلدان العربية والأجنبية ...
الجثث التي كانت تبتسم... والدمى التي كانت تبكي على كتف خيمة ليست وحيدة بالجوار...
أعضائي التي ارتعشت دون رغبة مني حين نادتني طفلة لا أعرفها إلا في الحلم بماما...
تلك الرجفة التي أخفيتها بابتسامة بدت دافئة ولكنها كانت بداخلي تبكي ...
الأشخاص مجهولون الهوية الذين تنعكس صورهم في مرايا الماء دون أن يكون لهم وجود قرب البحيرة ...
كل هذا مجرد خيال ... زحف للوهم الذي يتمدد بأحشاء لغتي حد أنه ذاب في جهنم دفاتري و أذابني معه ...
كنت أتماهى مع خيالاتي في مرايا الماء والبخار المتصاعد من بركة تغلي من الأسفل... والصور المرتبكة في مخيلتي دون ترتيب للأحداث المتزاحمة في قاع جمجمتي...
هؤلاء الذين يرتطمون بي ... يبتلعون ظلي .. فيحاول جسدي ابتلاعهم حتى لا أغيب عني ...
وقبل أن أغادر أحزم حقائب متعتي... برداءات شفيفة .. تكشف مفاتن رغباتي التي تشتعل تحت جلدي ...
أضع الكثير من أشيائي المحرمة في بيتي ... شموع على شكل قلب وزجاجات نبيذ وأصابع حمرة من ماركات أجنبية لا تترك على طرف الكأس قبلة... والكثير من جوارب الدانتيل التي تثير غريزة رجل شرقي يسكن في الجانب الآخر من العالم الذي لا طاقة لي على تحمل ثلوجه المتساقطة فوق سطح قبعتي...
أنا المصابة بالهلع من سهام كيوبيد ذلك الطفل العفريت كما قال عنه شكسبير
أنا المصابة بالهلع من خسارة شهواتي في أمسية دافئة مع رجل أحبه في فراش يخلو من الندم والتساؤلات المضجرة...
أنا التي كلما أرهقني الصباح استسلمت لشيطان فكري في المساء خلف صحيفة كتب فيها بخط متعرج لكاتب أهوج أن المضاجعة صلاة للروح...
فأضحك قبل أن أبكي لأني لم أقترف خطيئة الجنس حتى في خيالي الذي لا يطلع عليه أحد سوى بنات أفكاري العذارى اللائي حلمن برجال يكشفون عوراتهم دون البحث عن هوية الفكرة التي تجمعهن بهم على فراش سطر دافء يستخدمن معهم نفس فرشاة الأسنان ونفس فنجان القهوة الكبير ذو الاذن الواحدة ونفس الطبق البلاستيكي الذي يحمل وجبة شبه ساخنه ونفس الكلمات البذيئة التي لا تتسع بعد سماعها حدقات عيونهن البريئة من الذنب الجميل ...
يكتفين بإغماضة جفن تصيبني برجفة فأضحك قبل أن أبكي مختبأة خلف نظرة دائمة البتولة لكل من يعرفونني جيدا ولكنها شاسعة الإثارة في قلب رجل محموم بإشتهائي.
Amany....
أفكر في ذلك الغصن المتصل بجسد شجرة مهولة ...أماني الوزير فلسطين
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
14 أبريل
Rating:
ليست هناك تعليقات: