نص مقلوب قدر الإمكان بقلم منى محمد سوريا

وأَهوِي
كما لو أنني لم أقف يوماً ولم أعرف الثبات …….
وأندم على الكثير مما زرعته في حديقة السماء وأصص المجرّات
لدي رغبة بالتخلص من جميع أدوات الحفر والعناية بالنباتات ….

– عندما أحرق جميع بساتين دهشتي وحناني
هل سيفهمني القرار ؟
– عندما أضرم النار في جدراني
هل سيقبلني النهار ؟
وهل سيحملني جناح الوقت لو قصصت أجنحتي وخلعت طيراني ؟

أريد مكان …..

أين يبيعون مكاناً مناسباً لدفن مافات ؟
لأن التراب لم يعد طينياً .. أسكب الماء عليه ولا يلين
ولأن الأرض لم تعد تكفي جثث حكاياتي …..
هل يتسع القبر لجثتين أو أكثر ؟

أريد مكان ..
أدفن فيه جثة قلب مات بسبب ارتفاع ضغط زائد في النبضة
لدي الكثير من اللقاءات المرمية على أطراف الطرقات والمحطات
عليّ طمرها حالاً وإخفاء كل هذا الخفقان
أريد أن أدفن رأسي تحت مخدة اللاشعور، وحبس عبث الأنفاس اللامُجدية
عبثاً أتنفس …
و عبثاً أؤلف ألحان …..
أريد مكان

/ لأنك لا تملك إلا أن تمشي تلقائياً وبكل سهولة
أنت لاتعرف أن أقدامك مسامير مثبتة في مساحة خطواتك
وأحيانا أنت تمشي على قلبك أو ركبتيك
على ظهرك أو على بطنك
أنت تمشي بعدة أوضاع ولا يهمك إلا الوصول

أحياناً أنت تصل دون أن تخطو خطوة واحدة

كم أنت مثيراً للفضول والذهول
أيها المترنح بحزنك الثقيل
تصل دائماً بعد الأحلام بقليل
ساحباً خلفك ظلك الطويل

………………………. أريد مكان

أذكر أنني مشيت طويلاً على أصابع يدي
وكنت لا أشعر بالألم… مادمت أكتب ….
لم أفكر بأنني ربما أتلذذ بالألم لكنني متأكدة أنني أحب أن تنزف محبرتي طوال الوقت
عندما تمشي على أصابعك تدرك هذا الشعور بأن يكون رأسك قريباً من الأرض و أن تشم رائحة الحشائش في موقعك
النظرة من الأسفل تختلف عن نظرتك العالية
وأنت في الأسفل تدرك الأحجام
وتسمع الأصوات التي لا يسمعها أحد
وتجرّب الرؤية المقلوبة للأشياء
فتكتب فلسفة مقلوبة خاصة بك …… وترسم مكان
هل حاولت أن تتعرف على الأشخاص بشكل مقلوب؟
……………………………
كل مخلوق حي يسعى للوصول
الشجرة تنمو باتجاه السماء
الوردة تستطيل ارتفاعاً وتحلم بيديك
النظرات تعربش على تفاصيل مشاهدنا
الحب الناعس يرغب بالنوم داخل قلب وثير
كل ماتفعله يتجه وصولاً للنهايات
إلا قدميك فهي لا ترغب إلا بالثبات ….
ومكان
ومكان …..