سيُحَدِّثونك ....بقلم أحمد رفاعي سوريا





سيحدثونكَ عن دمِي
سيحدثونَكْ
و كأن غيماً داكناً وطِئ المدينةَ ذات صيفٍ قائظٍ
و الأرضُ تخشى أن تكونَكْ

سيحدثونَكَ عن خَطايايَ التي لا تُفتدى
عن جوعِ نافذتي لأوردةِ المدى
عن حلمةٍ داعبتُها و نسيتُها تَطفو على شفَةِ الندى
عن أغنياتٍ في فَمِي ذُبِحتْ
و عن وجعِ المُدى سيحدثونكْ

سيحدثونكَ عن رفاةٍ كُنتُها
عن بيتِ شِعرٍ غامضٍ
عن ظلِّ قافيةٍ تمددَ تحت جفنِ غريبةٍ ، قبَّلتُها
عن شامةٍ سارتْ معي
من جِيدِها الفِضّيِّ
حتى شُرفةِ النهدِ المُطِلِّ على الشمالِ
و عندَ أولِ كَرنفالٍ للخطيئةِ خُنتُها
عن قاسيونَ ...
و عن دمشقَ و كيف يقتُلني بسيفي صمتُها سيحدثونكْ

سيحدثونكَ عن ظنوني
دَع لهُم قاعَ اليقينِ
و جثّةَ الوهمِ المُحنَّطِ في العيونِ
و خُذْ إلى منفاكَ مَوتَكَ ثم موتَكَ ثم موتَكَ
أو ظنونَكْ

إنّ التي ألقَتْكَ في يَمٍّ لِتَحيا
تشتري قمراً لِعيْنيْها
و تسجُدُ للصدى ، للظلِّ ، دونَكْ

منفاكَ جُنحُ فراشةٍ
يتلو على العشاقِ من قيثارةِ النجوى شجونَكْ

كُنْ أيَّ شيءٍ
أيّ شيءٍ كنْ
و لا تخلع قميصَ حبيبةٍ وأدَتْ بِشمسِ نزيفِها العاري سُكونَكْ
و حَبَتْكَ خصرَ قصيدةٍ
لتموتَ مُكْتنِفاً جنونَكْ
سيُحَدِّثونك ....بقلم أحمد رفاعي سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 26 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.