أَسمعُ طنيناً من كلِّ الحجارةِ.....زكريا شيخ أحمد سوريا





الأطفالُ لا يَهرمُون بسرعةٍ
و لكنْ ليسَ كلُّهُم
فالذين في الحربِ
يَهرمون سريعاً ثمَّ يموتون .
اما الذين لا يموتون في الحروبِ
فيكملون العيشَ هرمين
و أحياناً يكملون العيشَ ميتين .

اما الساعات فهي لا تَهرمُ
مهما مرَّ الوقتُ
هي فقطْ تموتُ
تموتُ بموتِ جنودِها .

أما الحجارةُ
فهي ايضاً لا تهرَمُ هي فقطْ تحزنُ و تبكي ،
تبكي عندما  تشاهدُ القتلةَ و الضحايا ،
حتى تلكَ التي لا تشاهدهم بأمِّ عينها تبكي أيضا .
تبكي حينَ تخبرُها الحجارةُ التي تكونُ شاهدةً
على القتلِ و التعذيبِ .
لمْ يخطرْ لي ابداً
هذا المدى الكبيرُ للتواصلِ الروحي
بينَ حجارةِ العالمِ .
إلى أنْ أخبرتني بعض الحجارة التي في ألمانيا ،
بعدَ أنْ علمَتْ بأني سوريّ،
اَنها ما زالَتْ تبكي على اولِ طفلٍ سوريٍّ
مَّ قتلُهُ بكلِّ وحشيةٍ .

تطلبُ مني إحدى الحجارةُ حينَ تلمحُ استغرابي :
ضعْ اذنَكَ على صدرِ ايِّ حجرٍ
و أنصتْ ، أنصتْ
ما زالَ بكاؤُهُ و صراخُه و توسلاتُهُ للقتلةِ يطنون
في أعماقِ كلِّ الحجارةِ .
أَسمعُ طنيناً من كلِّ الحجارةِ.....زكريا شيخ أحمد سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 26 مايو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.