ثلاثة مصابيح باردة ____وحيد أبو الجول / العراق





١
في الّليلِ الطويلِ كنا نوقد نارًا
ونلفظ اسم القمر
كالعادة حين نشعر بالحبِّ
ونشعر بأقدامِنا وكأنها  مئة شجرة
في الّليلِ الطويل
وبعد انتصاف ظهيرة يوم الأحد
وكنا نحلم بأشياء جميلة
كهذا الطائر الذي يذهب لأبعد من جناحيه
وأبعد من نومنا الذي لا نتذكره
أو كيف يكون وجهه في الصباح الندي
في الّليلِ
كنا كأي رجلٍ
يحبُّ أنْ يهدي حبيبته نجمة
ثم يبتسمْ
وكنا كالشموعِ
نصل الخيط الكاذب بسلام
وبقلب كبير كأنه الوردة
٢
لم يكن غريقًا
هذا الذي صاح بي
اخرجني من ماء النهر
كان صياد سمك
حلم بعد غيبوبة قصيرة
بأنه الملك
والبلاد التي يحكمها  تشبه عنقود عنب كبير جدًا
النساء فيها كلهن زوجاته
والرجال كأي ثمر
لا اولاد له
أو بنات
ولأنها قصة
ليس للملك عينان
كتلك التي يرى فيهما البائس القمر 
ويرى فيهما الذئب طريق الفريسة

ثم
سقط الملك
فصاح الصياد
اخرجني من ماء النهر
لم يكن غريقًا
كان فقط  يحلم بعد غيبوبة قصيرة
٣

بعد عشرين عام تذكرتُ بأني لست الابن الوحيد لأمي
وأني كنتُ جنديًا في إحدى الحروب
لم أنتصر فيها
أو أخسر اصبعًا من يدي
هكذا جرت العادة
بعد الحرب بعشرين عامٍ يتذكر البهلوان النقي ما فاته من حبر
ومن طيور جميلة
الجميع يتذكرون ما فاتهم
وليس حصرًا بأحدٍ
مهما كان موته شيقًا
 
_
وحيد ابوالجول
ثلاثة مصابيح باردة ____وحيد أبو الجول / العراق Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 01 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.