صدفة زرقاء بقلم عبدالسلام سنان ليبيا
على حين غرة
وذات صدفةٍ زرقاء
أتتْ احداهنَّ
بذرت في روحي شيءٌ ما
كأنه الحيرة
حينها رأيتُ بكفي
ضوء لم أعهده من قبل
فكانت المفاجأة
وكانت النبض
مُدْ ذاكَ
وأنا لم أعرف الرحيل
وأحرقت هي مفردة الوداع
لا مناص ولا فكاك من أن ..
أسْترقُّ السمع
من ثُقْبٍ في حائطِ ليْلٍ ضئيل
تُسمعني الضفادع نقيق الضجر
كنتُ آنذاك وحدي
أشيّدُ هياكل ظليّة
فوق طين الغياب
أرمّمُ صلصال الانتظار
أركض فوق أرصفةٍ قرمزية
تشيح ملامح العابرين الباهتة
كائنٌ أزرق
لطيف
يمد أصابعه الطويلة
بحنوٍ ملائكي
يهمُّ أن يلامس السراب الفضي
تتسع هوّة التلاوين
وتزداد سطوة الأرق البليد
لا يبددها سوى أغنية مطرية
لا شيء سوى سقوط الضوء
فوق نوافذ مدينة رمادية
وأنا ...
غارقٌ في ذاك المجهول
والغموض
كدتُ أتوجّسُ خيفةً
يا إلهي .. يا إلهي
لا أرى سوى وجه قديسة
تفك جدائل الغناء
تقبع في قعرِ فنجاني الأبيض
انزاح الغبش
لاحت ايقونة ساحرة الطالع
مشهدية غير قابلة للتأويل
رسمتها ريح ناعمة التماس
هي ذاتها التي أبكت التناص
فحبلت بصدفةٍ زرقاء
أنجبت حكاية
هي أجمل هدية من السماء
صدفة زرقاء بقلم عبدالسلام سنان ليبيا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
18 يونيو
Rating:
ليست هناك تعليقات: