عوْدةُ رامبو بقلم محمد خلاد المغرب
هُنا وهُناك
تُرابٌ وماء
و بيوتٌ بِقرميدٍ أحمَر
لا جِسرَ بين الصمت والغياب
نافذة بسِتار شفيف من هواء
مُشْرعة على بحر رمادي
يَنْدى بملح العواصف
ورائحة توابل الهند
تعْبُر السفينةُ العَتمَة
وحشرجاتِ الغرْقى
يُطلُّ السياحُ من النافذة
لا يروْن شيئا
يسمعون هسِيسَ الظلال
العائدةِ من حُروبٍ قديمة
وأصواتِ قراصنةٍ تحطَّمت أشْرِعتُهم
في تيّاراتِ طريقِ الحرير
منذ آلاف السنين
وحشرجاتِ الغرْقى
يُطلُّ السياحُ من النافذة
لا يروْن شيئا
يسمعون هسِيسَ الظلال
العائدةِ من حُروبٍ قديمة
وأصواتِ قراصنةٍ تحطَّمت أشْرِعتُهم
في تيّاراتِ طريقِ الحرير
منذ آلاف السنين
مثل أجدادِهم يطُوفون بالأرض
بحثا عن نخْلة شرقية
يحلمون بالعودة إلى بلدانهم
مُثقَلين بالثَّراء وسَبائِك الذَّهَب
لكنَّ الزمنَ لا يقُود دائما
إلى رأْس الرجاءِ الصالح
وحدَه الشاعرُ رامْبُو*
عاد من مَجَاهِل الأدغال
بلا أعلام نَصْر
في فمِه ماءٌ مُرّ
وكلماتٌ مِن طين
تُطارِده أنَّاتُ العبيد
بحثا عن نخْلة شرقية
يحلمون بالعودة إلى بلدانهم
مُثقَلين بالثَّراء وسَبائِك الذَّهَب
لكنَّ الزمنَ لا يقُود دائما
إلى رأْس الرجاءِ الصالح
وحدَه الشاعرُ رامْبُو*
عاد من مَجَاهِل الأدغال
بلا أعلام نَصْر
في فمِه ماءٌ مُرّ
وكلماتٌ مِن طين
تُطارِده أنَّاتُ العبيد
ها هُو وحيدٌ في باريس
مبْتُورُ الأقدام
يقْضِي أيَّامَه الأخيرة
بجانب كنيسة نوتردام
تحت ظِلِّ صفصافة بيضاء
يحْتَسِي النَّبيذَ الرخيص
ويبيع أشعارَه للصِّينِيين المُتسكِّعين
على حافَة نهْرِ السِّين
————
* آرثر رامبو Arthur Rimbaud ( 1854 -1891 ) شاعر فرنسي أحدث طفرة كبرى في الشعر الفرنسي ونقله إلى قمة الحداثة والعالمية، توقف عن الإبداع وهو في سن الواحد والعشرين من عمره.عاش بوهيميا لا يتوقف عن شرب الخمر،انخرط في الجندية وشارك في غزو الجزائر.كان كثير الترحال بحثا عن الثروة ،سافر إلى نيويورك وأثيوبيا وعدن حيث أنهى حياته بين تجارة العبيد والقهوة والسلاح.عاد من الشرق إلى باريس بعد إصابته بسرطان العظام ، وتم بتْر ساقه قبل وفاته ولمّا يتجاوز 37 عاما من عمره.
مبْتُورُ الأقدام
يقْضِي أيَّامَه الأخيرة
بجانب كنيسة نوتردام
تحت ظِلِّ صفصافة بيضاء
يحْتَسِي النَّبيذَ الرخيص
ويبيع أشعارَه للصِّينِيين المُتسكِّعين
على حافَة نهْرِ السِّين
————
* آرثر رامبو Arthur Rimbaud ( 1854 -1891 ) شاعر فرنسي أحدث طفرة كبرى في الشعر الفرنسي ونقله إلى قمة الحداثة والعالمية، توقف عن الإبداع وهو في سن الواحد والعشرين من عمره.عاش بوهيميا لا يتوقف عن شرب الخمر،انخرط في الجندية وشارك في غزو الجزائر.كان كثير الترحال بحثا عن الثروة ،سافر إلى نيويورك وأثيوبيا وعدن حيث أنهى حياته بين تجارة العبيد والقهوة والسلاح.عاد من الشرق إلى باريس بعد إصابته بسرطان العظام ، وتم بتْر ساقه قبل وفاته ولمّا يتجاوز 37 عاما من عمره.
عوْدةُ رامبو بقلم محمد خلاد المغرب
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
22 يونيو
Rating:

ليست هناك تعليقات: